قد تكون إقالة كارينيو من أجرأ القرارات وأصعبها في هذه الفترة بالشارع الرياضي لسببين؛ أولهما وقت الاقالة، ولم يتبق سوى 5 جولات عن الختام. والثاني بسبب الرغبة والطموح الوحداوي الواضح في حجز مقعد آسيوي الموسم المقبل. قرار الإقالة كان له أصداء كبيرة بين قبول ورفض، وهمز، ولمز وكأن العبقري كارينيو هو الأمل الوحيد في تحقيق هدف الوحداويين. ولكن المتابع بعمق للمشهد الوحداوي مقتنع قناعة تامة بهذا القرار، ويعلم أن إدارة الوحدة كانت أمام أمرين أحلاهما مر؛ فإما أن تتحمل استمراره وتفقد أمل الوصول، وإما أن تغامر بإقالته وتكسب الرهان. فكارينيو ما قبل كورونا ليس هو بعدها، سواء على المستوى الفني أو حتى المعنوي. فكارينيو من أوائل المدربين الذين حضروا إلي السعودية بعد قرار عودة النشاط، وبطائرة خاصة تحملتها إدارة النادي ليجد الفرصة الكافية لإعداد الفريق فنياً لاستكمال الدوري ووفرت له كل الاحتياجات من معسكر ولقاءات ودية وخلافه .. ولكنه لم يستثمر هذا الأمر، ووضح الضعف الفني على الفريق خلال الثلاث جولات التي خاضها، ولم يستطع استثمار قوة العناصر المتاحة، التي حققت ما حققته ما قبل كورونا، واستطاعت الوصول للمركز الثالث في سلم الترتيب بكل جدارة .. والأدهى والأمر، أنه انتقد عمله بعد لقاء الشباب في تصريح فضائي، وقال: لم نكن جاهزين فنيا وبدنيا، فمن المسئول عن هذا الأمر ؟؟ أليس هو نفسه.. هذا خلاف التخبطات التي كان يجريها داخل الملعب؛ سواء في اختيار التشكيل المثالي، أو في التغييرات، فهل يعقل أن يخرج مهاجما وصانع لعب، ويزج بمحور ولاعب طرف في لقاء كان فريقه متعادلا وفي أمس الحاجة للانتصار، والمنافس يعاني من نقص لاعب من منتصف الشوط الأول !! ليزيد الطين بلة في الجانب المعنوي بالنرفزة الواضحة وغير المبررة مع الثواني الأولى للقاءات، والتعامل غير الجيد مع اللاعبين أثناء الحديث معهم. فكارينيو لم يكن مواكباً للتطلعات الوحداوية، وكان همه الإنجاز الشخصي؛ بعكس إدارة النادي التي كان همها في المقام الأول تحقيق هدفها في المدى القصير، وهو الوصول الآسيوي في هذا الموسم، ومن ثم تبحث عن موسم مقبل يكون فيه فرسان مكة أحد المنافسين، والاستمرارية على ذلك لتحقيق البطولات. لذلك كان هذا القرار .. وأيضا اختيار الوطني عيسي المحياني ووضع الثقة فيه، كان قرارا في قمة المغامرة، ولكن من يعرف المحياني والرغبة والطموح والقدرة الفنية التي يملكها من خلال ركضه لسنوات في المستطيل الأخضر، و تعايشه كمساعد مدرب مع 5 مدربين أشرفوا على الفريق خلال موسمين .. يعلم أنه قادر، بتوفيق الله، ودعم الإدارة ومساندة اللاعبين على تجاوز هذه المهمة وإن كانت بوادرها قد هلت مع لقاء العدالة وتسجيل الفريق لأربعة أهداف فيما كان عاجزاً عن التسجيل في اللقاءات الثلاثة التي أشرف عليها كارينيو .. فعودة الروح ونغمة الانتصار والتركيبة الفنية المناسبة والدعم المعنوي جميعها كفيلة بتحقيق طموحات الوحداويين . بقعة ضوء يفوز باللذات كل مغامر … ويموت بالحسرات كل جبان.