سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية أسرع طريقة للموت المبكر؛ هذا ما كشفته نهايات عشرات المخطوفين والمعتقلين، ووثقته تقارير حقوقية محلية وعالمية، حيث يفتقد المحتجزون في مسالخ" سجون" الحوثي لأبسط حقوقهم الإنسانية، بدءًا بأماكن الاحتجاز الضيقة والمكتظة بالضحايا، مرورًا برداءة وشح الطعام وأيام الحبس الطويلة دون رؤية الشمس، والحرمان من الرعاية الصحية والأدوية وصةلا إلى التعذيب بلا رحمة حتى الموت، مما يجعل الداخل لزنزانات الحوثي مفقود والخارج "إذا كان حسن الحظ أو دفع الإتاوة" مولود من جديد. خالد محمد الحيث، أحد آخر أصحاب النهايات الحزينة، وأحدث ضحايا مسالخ الحوثي الذي وافته المنية بسبب التعذيب الوحشي من القتلة الحوثيين لأكثر من 3 أعوام دون اتهامات واضحة أو محاكمة، وقال أقارب"الحيث" لوسائل إعلامية إن قريبهم توفي متاثرًا بالتعذيب في سجون مليشيات الحوثي التي قبع فيها منذ مطلع عام 2016. وذكرت هيئة الدفاع عن المعتقلين، في بلاغ، أن المختطف لدى ميليشيات الحوثي، خالد محمد محمود الحيث توفي في مستشفى آزال بالعاصمة صنعاء، بعد أن حمّلت مسبقًا، إدارة السجن المركزي والميليشيات الحوثية مسؤولية تفاقم وضعه الصحي، قبل أن ينقل إلى المستشفى بعد تدهور صحته ، وناشدت اللجنة، النائب العام بانتداب طبيب شرعي للانتقال إلى المستشفى، وكتابة تقرير بأسباب الوفاة. بدورها قالت منظمة سام الحقوقية إنها تشعر بالحزن الشديد لوفاة خالد الحيث المعتقل في السجن المركزي التابع لمليشيا الحوثي في صنعاء، لافتة إلى أن المختطف ورد اسمه ضمن تقريرها السابق "الموت البطيء"، والذي ناشدت من خلاله بإنقاذ 41 مختطفًا في سجون الميليشيا الإرهابية يعانون من الأمراض، ويحرمهم الحوثيون من حقهم في العلاج منذ فترة. وفي بيان لها كشفت المنظمة أن المختطف المتوفي، ومثله أغلب المرضى المذكورين في تقريرها، لم يعانوا من أي مرض قبل اعتقالهم من قبل مليشيات الحوثي وتعذيبهم وإساءة معاملتهم وحرمانهم من حقهم في العلاج، واستخدام أمراضهم كوسيلة للتعذيب القاضي بالموت. ويتعرض المئات من المختطفين في سجون الميليشيات الحوثية للتعذيب المستمر، مما تسبب في إصابتهم بأمراض وتدهور حالة كثير منهم، وبعضهم قضى تحت التعذيب، فيما تزعم الميليشيات أن وفاتهم طبيعية، وسبق أن توفي عدد من المختطفين في سجون الميليشيات؛ جرّاء التعذيب أو الإهمال الطبي؛ حيث ترفض تقديم الرعاية الصحية للمعتقلين، وتتعمد قتلهم بالتعذيب أو بالإهمال الطبي. على صعيد متصل، قالت منظمة حقوقية، إنها وثقت حالات تعذيب تعرض لها معتقلون مرضى في سجون جماعة الحوثي باليمن، وأدانت المنظمة حالات "الإهمال الطبي والإساءة المتعمدة" التي يتعرض لها مدنيون معتقلون تعسفًا في سجون تابعة لميليشيات الحوثي. يذكر أن جماعة الحوثي لا تميز بين اليمنيين في مسالخها أو في تعذيبها بين رجل وامرأة، حيث تعج السجون الحوثية بالكثير من السيدات، وتقدّر مصادر حقوقية أن عدد المختطفات والمعتقلات في سجون المليشيات يبلغ 205 امرأة، في حين يقدر عدد المعتقلات اللواتي تعرضن للتعذيب ب 65 امرأة ممن اعتقلن وأفرج عنهن، وما يزال نحو 140 امرأة يمنية يقبعن في سجون الحوثي ويتعرضن منذ أشهر للتعذيب والاستغلال. وكانت رابطة أمهات المختطفين قد أعلنت أن أكثر من 1550 شخصًا اختطفوا في مناطق سيطرة الانقلابيين، بينهم 125 امرأة، خلال عام 2018، وجاءت صنعاء بالمرتبة الأولى ب416 حالة اختطاف بينها 113 من النساء. وتضمّن التقرير إحصائيات لانتهاكات مليشيا الحوثي العام الماضي بحق المئات من المختطفين والمخفيين قسرًا داخل السجون وأماكن الاحتجاز، وأشار إلى بروز ظاهرة الاختطافات الجماعية خلال تلك الفترة، حيث رصدت الرابطة 33 حملة اختطاف واعتقال جماعية.