تمر مناسبة يوم الأم على أمهات المختطفين والمخفيين قسراً في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية حاملة معها مزيداً من الألم والمعاناة. ألقت المناسبة بظلال من الحنين والحزن على آلاف الأمهات اليمنيات اللواتي اختطفت الميليشيا أبناءهن وأخفتهم في سجونها وسط تصاعد وتيرة الانتهاكات بحق المختطفين في ظل تزايد حالات الوفاة تحت التعذيب وفقاً لتقارير حقوقية محلية.وقالت عضو في رابطة أمهات المختطفين اليمنيين ل "الرياض" إن ميليشيات الحوثي الإيرانية حولت كل أيام الأمهات إلى مأتم وجعلت من يوم الأم مناسبة توقظ الأحزان والعذابات والذكريات المريرة، كما سلبت اليمنيات كل مظاهر الفرح والعيش ومنعت زيارة أبنائهن المختطفين، مع تواصل إخفاء عدد كبير من المخفيين قسراً وتمنع عنهم العلاج وتتمادى في تعذيبهم على نحو مستمر. وكشفت رابطة أمهات المختطفين عن تصاعد انتهاكات ميليشيات الحوثي الإيرانية خلال العام المنصرم بحق المئات من المختطفين والمخفيين قسراً داخل سجونها الواقعة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، مؤكدة أن الميليشيات اختطفت في 2017 أكثر من 5340 مواطناً، بالإضافة إلى أكثر من 720 مخفياً قسراً، كما لاحظت الرابطة إمعان الميليشيا بشكل أكبر في تعذيب المختطفين ورصدت مئات الحالات التي تعرضت للتعذيب بأساليب وحشية داخل سجونها، مما أدى إلى وفاة 20 مختطفاً خلال الأشهر الماضية. وقالت أم عمار في حديثها ل "الرياض" عن وضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات إن معظم الأمهات يعتريهن القلق والخوف على أبنائهن سواء المختطفين منهم داخل سجون الميليشيا أو غيرهم.وعدت المناطق التي تتواجد فيها الميليشيا، صارت عبارة عن سجن كبير يتعرض المواطنين فيه لصنوف من الانتهاكات والتعذيب والمعاناة ومصادرة الحقوق، لافتة إلى أنه ومع تنامي ظاهرة اختطاف الأطفال والمراهقين من الشوارع والمدارس بغرض تجنيدهم إجبارياً وإقحامهم في القتال، يتزايد خوف الأمهات على أطفالهن. وتساءلت أم عمار: أي معنى ليوم الأم اليمنية وهي تقضي جُل أيامها منذ بداية الانقلاب والحرب الحوثية بين القلق والفزع والمعاناة، ولعل الأكثر صعوبة حينما يكون أحد الأبناء مخفياً في سجون الميليشيات، فيما لا تدري الأم عنه شيئاً، ويصبح قلبها في جحيم القلق على مصير ولدها المخفي قسراً، فلا هو صار في عداد الأموات الذين قضوا تحت التعذيب ولا هو ضمن الأحياء، فينقلب يومها إلى حزن وغصة، وإذا حاولت الخروج والاحتجاج للمطالبة بالكشف عن مصيره تقابلها الميليشيات بصلف ووحشية وقد تعرضت أغلب الوقفات الاحتجاجية التي نفذتها أمهات المختطفين للقمع والاعتداء بالعصي والرصاص الحي وبلغ الإجرام بالميليشيات إلى حد اعتقال عدد من الأمهات اللواتي شاركن في وقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن. وعلى نحو يكشف جانب من المعاناة التي تعيشها أمهات المختطفين، سردت عضو في رابطة أمهات المختطفين تقيم في صنعاء قصة إحدى الأمهات، مشيرة إلى أن ميليشيا الحوثي ظلت تمنع أم الصحفي المختطف حارث حميد من زيارته إلى السجن لأكثر من عامين، وانعكس ذلك على صحتها التي تدهورت بشكل متسارع إلى أن توفيت بعيدة عن ابنها ودون أن تسمح لها الميليشيا برؤيته، وأثناء ما كانت تحتضر أرادت إلقاء النظرة الأخيرة على ولدها، لكن الميليشيات حالت دون ذلك.وفي الوقت الذي تحتفي فيه الأمهات بعيدهن في العالم بأشكال متعددة ومختلفة من الفرح، أطلقت رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسراً في سجون الميليشيات الحوثية الإيرانية صرخة استغاثة تحت شعار "أنقذوا فلذات أكبادنا" للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن المختطفين والكشف عن المخفيين قسراً منهم. وناشدت الرابطة الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية ومجلس حقوق الإنسان اتخاذ ضغوط فعّالة على ميليشيات الحوثي الإيرانية لسرعة الإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً دون قيد أو شرط. أمهات المختطفين يطالبن بإطلاق سراح أبنائهن من سجون الحوثي Your browser does not support the video tag.