لم تتوقف مليشيات الحوثي الانقلابية عن خروقات وانتهاكات الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار، إذ واصلت أمس (الجمعة)، قصفها لأحياء سكنية في مناطق متفرقة بمدينة الحديدة، وشنت هجوماً واسعة على مناطق المدنيين ما أدى لإصابة امرأة داخل منزلها. ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة في الجيش اليمني عن مصدر محلي، أن إحدى القذائف الحوثية سقطت على منزل مواطن وأدت إلى إصابة امرأة (37 عاماً) بجروح في رأسها، وتدعى حجة عبدالله مهيوب الشميري، مشيراً إلى أن الأهالي تمكنوا من إسعافها بصعوبة ونقلها إلى المستشفى الميداني في مدينة حيس لتلقي العلاج؛ جراء الاستهداف والقنص الذي تقوم به ميليشيات الحوثي على المدينة بشكل عشوائي، وعنيف. وفي السياق، أوضحت مصادر عسكرية، أن هجوماً واسعاً على مديرية التحيتا شنته ميليشيات الحوثي، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة والقذائف المدفعية والصاروخية باتجاه مواقع القوات المشتركة جنوب وشرق المديرية، فيما تعرضت الأحياء السكنية في مدينة حيس جنوب الحديدة، لقصف عشوائي كثيف بقذائف مدفعية ثقيلة أطلقتها ميليشيات الحوثي. وبينت أن الهجوم تم من محاور عدة، متزامناً مع قصف مدفعي عنيف نفذته الميليشيات بقذائف مدفعية الهاون الثقيل وبقذائف مدفعية الهاوزر وقذائف مدفعية B10، في الوقت الذي استخدمت عناصر الميليشيات خلال الهجوم قذائفRBG وقذائف صاروخية والأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 12.7 وعيار 14.5، كما استأنفت الميليشيات، جولات التصعيد العسكري بالقصف المكثف على مناطق الفازة والجبلية على الخط الساحلي جنوب وغرب التحيتا. وقالت مصادر عسكرية: إن القوات المشتركة تصدت للهجوم الواسع الذي شنته الميليشيات الحوثية على التحيتا، وتمكنوا من كسر العملية وكبدوا عناصر الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتجري في الأثناء عمليات تمشيط واسعة لتأمين المنطقة، مشيرة إلى قيام الميليشيات بزرع عبوات ناسفة في الطرقات الفرعية الترابية، التي يمر عبرها المواطنون إلى مزارعهم وإلى خارج المدينة، حيث تمكنت القوات المشتركة من تدميرها. وطبقاً للمركز الإعلامي لألوية العمالقة، فإن ميليشيات الحوثي فتحت نيران أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والأسلحة القناصة، وشنت قصفاً مدفعياً عنيفاً على مواقع القوات المشتركة المتمركزة شرق مدينة الحديدة، إذ تركز القصف على مواقع القوات المشتركة في منطقة كيلو 16، وشارع الخمسين، وشرق مدينة الصالح. وتداوم جولات التصعيد العسكري الحوثي في الحديدة والساحل الغربي، على الاستهداف الكبير لمديريتي حيس والتحيتا بصورة خاصة، أهم مركزين حضريين ومنطقتين حاكمتين في طرق الإمداد الساحلية والداخلية في جنوبي غرب وشرق الحديدة، عبر التحشيد الدائم للقوات والتعزيزات وتنفيذ هجمات ومحاولات تقدم وتسللات، علاوة على القصف المكثف والعنيف بالمدفعية والقذائف المختلفة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وتأتي الانتهاكات والخروقات الحوثية المتصاعدة بعد أيام قليلة على اجتماع لجنة إعادة الانتشار في الحديدة على متن السفينة الأممية في عرض البحر، إذ لم تلتزم الميليشيات ببنود اتفاقية ستوكهولم وتسعى لنسف الجهود الأممية المتضمنة وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في الحديدة، فيما يتزامن التصعيد الحوثي مع إعلان الأممالمتحدة تعيين الجنرال الهندي أباهيجيت جوها رئيساً للجنة تنسيق إعادة الإنتشار ورئيس بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة خلفاً للجنرال مايكل لوليسغارد.