رحبت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بضيوف بيت الله الحرام الذين بدأوا في التوافد على المملكة لتأدية مناسك حج هذا العام بمشيئة الله تعالى، مبينة أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله عز وجل ، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية. وأكدت الأمانة في بيان لها أهمية استحضار حجاج بيت الله الحرام مقاصد الحج العظيمة في هذه الأيام الشريفة، وأن من أعظم هذه المقاصد تحقيق العبودية لله تعالى بطاعته وامتثال أمره والبعد عن معصيته مع الإكثار من ذكره سبحانه وحده لا شريك له, واستشعار وحدة المسلمين وأخوتهم بمشاركتهم في شعائرهم ومشاعرهم في مجمع عظيم لا يتأتى إلا مرة واحدة في العام, والتعرض لرحمة الله ومغفرته. وقال البيان إن الحاج يبتعد عن وطنه وأهله وعمله وراحته في أيام عظيمة ونفحات إيمانية ومشاعر كريمة، فهي أيام حج مباركة وأعمال من الطاعات والقُربات، يتوافد فيها الحجيج يحملهم الطهر ويحدوهم الأمل من رب كريم رحيم، وعلى حجاج بيت الله الحرام أن يقبلوا على تحقيق هذه المقاصد العظيمة لهذه الشعيرة في أنفسهم وأهليهم ومن حولهم، وأن يبتعدوا عن كل ما يعكر صفو الحج وسكينته. وأشار البيان إلى أن المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ترى في خدمة الحرمين الشريفين شرفاً لا يطاوله شرف، من أجل ذلك تسخّر جميع إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين حتى يؤدوا مناسكهم بيسر وأمان واطمئنان ابتغاء مرضاة الله تعالى وفضله، وهو ما تجسده هذه المشروعات الجبارة والتوسعات المتتالية في الحرمين والمشاعر المقدسة. ودعا الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد أن يجزى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – خير الجزاء التي حافظت على مقاصد الحج الإيمانية، وهيأت لضيوف بيت الله الحرام الأمن والأمان والتفرغ للعبادة واستشعار قدسية الزمان والمكان. من جانبه أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للعلماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أن شعيرة الحج عبادة لله تعالى يتعين على المسلم قضاء أيامها الفضيلة في التقرب إلى الله تعالى بأداء نسكها وأن يحذر من أي إخلال أو عبث يخرج بها عن مقصدها الشرعي. وقال: إن إثارة الشعارات السياسية والحزبية والطائفية في هذه الشعيرة يعد من الرفث والفسوق والجدال في الحج المشمول، بقوله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”. وبيَّن معاليه أن المملكة العربية السعودية سخَّرت بحمد الله تعالى كل إمكاناتها الكبيرة والمتميزة لأداء هذه الشعيرة في أجواء إيمانية وطمأنينة تامة وأنها من منطلق مسؤوليتها عن خدمة ضيوف الرحمن فإنها لن تسمح بأي تصرف يُكدر صفو حجهم، وهي بهذا تؤدي واجبها الذي شرفها الله تعالى به في خدمة الحرمين الشريفين. وأضاف قائلاً: إن الله تعالى توعد كل من تُسَوّل له نفسه الإحداث في تلك الرحاب الطاهرة بالإساءة لسكينتها والصد عن شعائرها أو التعرض لقاصديها، حيث قال الله تعالى “وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ”. وأفاد أن كل مسلم يعلم أن نُسُك الحج له وظيفة محددة في شرع الله تقتصر على أداء أركانه وواجباته وسننه، وأن أي عمل يخالف ذلك يُعد تجاوزاً على الشرع ونيلاً من قدسية المكان والزمان في أمنه وسكينته التي ضمنها الله تعالى بقوله: “ومن دخله كان آمناً”.