شدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، على أن انعقاد جلسة البرلمان اليمني، يأتي في لحظة فارقة، ويعكس تآكل المشروع الحوثي وعزلته عن الشعب. وقال هادي، خلال كلمته أمام أعضاء مجلس النواب اليمني بمدينة سيئون في محافظة حضرموت، أن ميليشيات الحوثي الإيرانية لا تفهم لغة السلام وتمارس الخداع والتضليل. ودعا هادي أعضاء مجلس النواب اليمني، الذي يلتئم للمرة الأولى منذ العام 2015، إلى العمل على فضح جرائم الانقلاب الحوثي، قائلا إن الحوثيين اختاروا طريق الشر ودمروا مؤسسات الدولة اليمنية ومنها البرلمان. وأكد اهادي أن ميليشيات الحوثي تحمل مشروعا مدمرا يعكس مشروع التخريب الإيراني، قائلا: “لا نقبل الانتقاص من سيادة الشعب اليمني ونثق بهزيمة المشاريع الخارجة عن منطق التاريخ”. وتابع هادي: “الحرب ليست خيارنا، بل واجبنا تجاه وطننا وشعبنا، وعلينا أن ندافع عن أمننا واستقرارنا”، داعيا أبناء الشعب اليمني إلى عدم فقدان الأمل من جراء الممارسات الحوثية. وطالب الرئيس اليمني المجتمع الدولي بالعمل من أجل إنهاء رفض الحوثيين لجهود السلام، والعمل على وقف انتهاكاتهم، مشيرا إلى تعنت الحوثيين بشكل متكرر ومساعيهم في عرقة جهود السلام. وكان مجلس النواب اليمني قد نعقد بقرار من الرئيس هادي، وبحضور 141 نائبا، حيث تم اختيار سلطان البركاني رئيسا جديدا للمجلس بالاقتراع المباشر من الأعضاء الحاضرين، خلفا ليحيى الراعي. وتكمن أهمية جلسة مجلس النواب اليمني هذه في أنها الأولى بعد انقطاع استمر 4 سنوات، عقب اندلاع الحرب بين القوات الشرعية في البلاد وميليشيات الحوثي الإيرانية التي انقلبت على الشرعية في العام 2014. وبعد انتخابه رئيسا جديدا لمجلس النواب اليمني، أكد سلطان البركاني، أن اجتماع المجلس بمدينة سيئون في محافظة حضرموت، يعد إسهاما في تطبيع الأوضاع بالمناطق المحررة في اليمن. وأضاف البركاني خلال كلمة أمام أعضاء البرلمان، بعد جلسة غير اعتيادية للبرلمان دعا إليها الرئيس هادي، أن الانقلاب الحوثي يسعى لإخضاع اليمنيين تنفيذا للمشروع الإيراني. وحذر البركاني من أن المشروع الحوثي يهدد كل دول المنطقة، داعيا الدول العربية إلى دعم المجهود الحربي للشرعية في اليمن، قائلا في الوقت نفسه: “نمد يدنا للسلام باعتباره الخيار الاستراتيجي الأصيل”. وأعرب رئيس البرلمان اليمني عن شكره للمملكة العربية السعودية لنصرة الشعب اليمني، مشيدا بالدور الملتزم الذي تؤديه دول التحالف. وفى السياق أكد السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، أن انعقاد البرلمان اليمني يرمز إلى تقدم العملية السياسية في البلاد. وكتب في رسالة نشرتها السفارة الأمريكية باليمن في صفحتها على “فيسبوك” قائلا: “أثني على الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية بالافتتاح الناجح للدورة البرلمانية”. وعبّر عن أمله في أن تؤدي الإصلاحات التي تم الإعلان عنها إلى برلمان أقوى وأكثر تمثيلا لجميع اليمنيين، وأن تلعب دورا رئيسيا في إعادة إعمار اليمن. وتابع: “ترمز هذه الجلسة البرلمانية إلى التقدم في العملية السياسية التي ستقود الطريق نحو المصالحة الوطنية، والتي يمكن أن تنهي الصراع وتضمن مستقبلا أكثر إشراقا لجميع اليمنيين”. هذا فيما استبق الانقلابيون التئام البرلمان في سيئون، باقتحام منازل بعض أعضاء البرلمان، على رأسهم منزل البركاني. لكن تهديدات الحوثيين باقتحام منازل النواب ومصادرة أملاكهم، لم يمنعهم من التوجه الى حضرموت والمشاركة في الجلسة. في غضون ذلك أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي أن الحوثيين منعوا وصول المساعدات إلى اليمنيين وزعزعوا الأمن والاستقرار في المنطقة كلها وجندوا الأطفال وانتهكوا الحقوق والحريات. وأضاف السلمي -في كلمته خلال أول اجتماع لمجلس النواب اليمني: أننا ندين بأشد العبارات الممارسات الآثمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد الشعب اليمني الشقيق، مشيرا إلى أن مليشيا الحوثي أثبتت أنها الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاقات ستوكهولم. ووجه رئيس البرلمان العربي تحية إجلال لخادم الحرمين الشريفين على قراره بإطلاق عاصفة الحزم، لافتا إلى أن السعودية والإمارات خصصتا 200 مليون دولار لحملة هدفها تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق. وأضاف أن المساعدات التي قدمتها السعودية والإمارات في الأعوام الأربعة السابقة بلغت 18 مليار دولار في القطاعات التي تمس حياة الشعب اليمني. من ناحية أخرى، أعرب السلمي عن إدانته لما يرتكبه النظام الإيراني من عدوان سافر على سيادة اليمن وتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية، بهدف هدم الدولة وتفتيت المجتمع وزعزعة الأمن في المنطقة.