أعلن صندوق الاستثمارات العامة أمس عن توقيعه مذكرة تفاهم مع إدارة الطاقة الوطنية في جمهورية الصين الشعبية بشأن التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وذلك ضمن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة – حفظه الله – لجمهورية الصين الشعبية. وتأتي هذه المذكرة في إطار تعزيز علاقات التعاون ما بين الجهتين في مجال الطاقة المتجددة، وتعزيز مكانة المملكة بصفتها مركزاً رائداً لتطوير مشاريع قطاع الطاقة المتجددة. وتضمنت المذكرة رغبة صندوق الاستثمارات العامة في الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة وتوطين عملياته عبر سلسلة القيمة، وذلك من أجل جعل المملكة مركزاً عالمياً رائداً في هذا المجال. وستسهم مذكرة التفاهم في تمكين صندوق الاستثمارات العامة من دعم وتطوير عمليات التصنيع وتوليد الطاقة والتقنيات الناشئة في قطاع الطاقة المتجددة بالمملكة خلال الأعوام العشرة القادمة. وتعزز هذه الاتفاقية من جهود صندوق الاستثمارات العامة في بناء شراكات استراتيجية، تهدف الى تطوير البنى التحتية المحلية وإيجاد المزيد من فرص العمل، وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص على الدخول في الشراكات الاستثمارية والتجارية في قطاع الطاقة المتجددة، وبالتالي تسرّع من عملية توطين المهارات والمعارف المتقدمة في قطاع الطاقة بالمملكة . من جهة أخرى وقعت أرامكو السعودية أمس اتفاقية مع مجموعة "نورينكو" وشركة "بانجين سينسين" الصينيتين لتطوير مشروع هواجين المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ الصينية بقيمة كلية 37.5مليار ريال. وتتضمن الاتفاقية تأسيس شركة جديدة باسم أرامكو هواجين للبتروكيميائيات، ويشمل المشروع مصفاة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل يوميًا، ووحدة تكسير إثيلين بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن سنويًا، ووحدة بارازايلين بطاقة إنتاجية تبلغ 1.3 مليون طن سنويًا. وستزوّد أرامكو السعودية هذا المشروع، الذي يتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2024م، بما يصل إلى 70% من احتياجاته من اللقيم الخام. وتعليقًا على توقيع هذه الاتفاقية، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: "تأتي هذه الاتفاقية في توقيت مناسب، فالصين تمثل قوة اقتصادية رائدة وتعتبر مركز استهلاك ضخم ومتنامٍ للطاقة، وهي أحد أكبر وأهم الأسواق العالمية لأرامكو السعودية، ليس فقط في مجال إمداد النفط بل أيضًا كموقع مميز للاستثمار في مصافي التكرير والكيميائيات. وحيث أن هذه الاتفاقية تعتبر أحد أكبر الاستثمارات الأجنبية، فإنها تمكننا من بلوغ آفاق جديدة في الشراكة الاقتصادية مع الصين، كما أنها تعزز حضورنا التجاري والصناعي بشكل كبير وتقود إلى اقتناص فرصٍ أكبر للنمو والتنويع في قطاع التكرير وإنتاج البتروكيميائيات." وأضاف الناصر "إننا فخورون بأن يكون لنا إسهام إيجابي ضمن الجهود الرامية إلى تطوير مقاطعة لياونينغ من خلال توفير المنتجات التي تحفز نمو الصناعة المحلية والمنتجات الكيميائية". وأكد الناصر أن الاتفاقية تجسد مجموعة من نقاط التلاقي العديدة بين مبادرة الحزام والطريق وبين رؤية المملكة 2030 والتي تستهدف أن تكون المملكة قوة استثمارية رائدة على مستوى العالم. وقد تشرفنا بأن كان توقيع هذه الاتفاقية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومعالي نائب رئيس الوزراء الصيني". كما يجدر بالذكر أن الشركاء الثلاثة في هذا المشروع يخططون لتأسيس منظومة تجارية في مجال التجزئة للوقود، سوف تُسهم في تعزيز تكامل المشروع. وبحلول نهاية عام 2019م، يُتوقَّع أن يتم تأسيس شركة تسويق مشتركة بين ثلاثة أطراف وهي: أرامكو السعودية، وهواجين الشمالية، ومجموعة لياونينغ لإنشاءات النقل الاستثمارية المحدودة، لتطوير شبكة من محطات التجزئة الرئيسة في الأسواق المستهدفة.