تصاعد التوتر في فنزويلا بين المعارضة بقيادة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه “رئيسا”، ونظام الرئيس نيكولاس مادورو الذي عرض عليه عفو ومغادرة البلاد. وبعد تلقيه دعما حاسما الخميس من قادة الجيش يتوقع ان يتحدث مادورو للتنديد بمحاولة انقلاب مدبرة من واشنطن وحلفائها. كما ينتظر ان يقدم النائب العام طارق وليام صعب موقفه من قرار المحكمة العليا بفنزويلا التي امرت بفتح تحقيق جنائي ضد البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، بتهمة “اغتصاب” سلطات رئيس الدولة. من جهته قال خوان غوايدو (35 عاما) رئيس البرلمان الشاب الذي أعلن نفسه”رئيسا” بالوكالة لقناة يونفيجن أنه سيعلن قريبا إجراءات اليوم “السبت”. وأضاف من مكان سري في كراكاس “مستمرون في العمل لانهاء اغتصاب السلطة (واقامة) حكومة انتقالية وانتخابات حرة”. كما دعا غوايدو الفنزويليين الى الاستمرار في التظاهر ضد نظام مادورو. وخلفت هذه التظاهرات منذ الاثنين بحسب “المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية” 26 قتيلا. لكن غوايدو ترك أيضا المجال لخروج مادورو، متحدثا عن احتمال اصدار عفو. وردا على سؤال بشأن امكانية عفو يشمل الرئيس نيكولاس مادورو قال غوايدو “في الفترات الانتقالية حدثت أمور من هذا النوع، لا يمكن أن نستبعد شيئا لكن علينا أن نكون حازمين جدا في المستقبل وذلك أساسا لمواجهة الطوارىء الانسانية”. وتابع “يتعين أيضا اعادة النظر في ذلك (العفو) و(مادورو) هو أيضا موظف، للاسف دكتاتور ومسؤول عن ضحايا الامس في فنزويلا”. ووعد البرلمان في 15 يناير بعفو عن الجنود الذين ينشقون عن نظام نيكولاس مادورو. واقترح نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو الذي كانت بلاده اعترفت مع دول اخرى، بخوان غويدو، اقامة “ممر اجلاء” لخروج مادورو ول “توفير مخرج” له ولشعبه. في الاثناء يتفاقم التوتر بشدة. وقال المحلل مايكل شيفتر “ان وجود حكومتين متوازيتين أمر خطير”. وكانت واشنطن اعترفت على الفور بخوان غوايدو ولحقت بها عدة دول من أميركا اللاتينية وكندا. لكن مادورو يعول على دعم الجيش الذي أعاد تأكيده الخميس وزير الدفاع الجنرال فلادمير بادرينو. في غضون ذلك دعت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه، إلى تحقيق مستقل في استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة في فنزويلا، مستشهدة بأنباء عن سقوط أكثر من 20 قتيلا واحتجاز أكثر من 350 شخصا في احتجاجات هذا الأسبوع. وأصدرت باشيليه -التي كانت يوما رئيسة لدولة تشيلي- بيانا قالت فيه: “أشعر بقلق بالغ من أن يخرج الوضع عن نطاق السيطرة سريعا في فنزويلا بما لذلك من تبعات كارثية”. وحثت الزعماء السياسيين على إجراء محادثات لنزع فتيل التوتر بعد أن أعلن السياسي المعارض خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا. هذا فيما أصدرت الولاياتالمتحدة أمرا يقضي بأن يُغادر موظفوها “غير الأساسيين” البعثات الدبلوماسية التابعة لها في فنزويلا. ولم تحدد وزارة الخارجية الأميركية عدد الدبلوماسيين الذين سيبقون في فنزويلا. وفي “تنبيه أمني” منشور على موقع تابع لوزارة الخارجية الأميركية، طلبت إدارة الرئيس دونالد ترامب أيضا من المواطنين الأميركيين المقيمين في فنزويلا أو المسافرين إليها بأن “يفكروا جديا” بمغادرة هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن “حكومة الولاياتالمتحدة قادرة فقط على توفير خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين في فنزويلا بشكل محدود”. بدوره دعا وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو منظمة الدول الأميركية إلى الاعتراف بخوان غوايدو “رئيسا بالوكالة لفنزويلا”، على غرار ما فعلت الولاياتالمتحدة والعديد من الدول.