يمر كل شخص فينا في مرحلة ما في حياته في نقطة هي مفترق طريق بالنسبة له، يتغير كل شيء وتتبدل الصور ويتغير الأشخاص وتتبلور أهداف جديدة، عليه أن لا يقف مطولا لديها، فالوقت في مثل هذه الحالات هو سيد الموقف. التغيير سنة الله في الكون، ودوام الحال من المحال، وهنا تكمن قدرة المرء في التأقلم وتقبل الواقع الجديد، فلا فائدة من الانكسار والذبول، فلن نجني منه إلا ضياع العمر. ومن هذا المنطلق علينا أن نكون مستعدين دوما لأي تغير أو انقلاب –إن صح التعبير- قد يداهمنا، ويدعم هذا الإيمان بالله ومن ثم قدرتنا وتدربنا النفسي على أن لكل حدث حكمة وعبرة إلهية، فالله عز وجل له حكمة من أقداره. فكم بدأت حياة أشخاص من انهيار ما أو خذلان حبيب أو قريب، فلا نجعل أسباب سعادتنا واستقرارنا متعلقة بشيء واحد أو شخص واحد، لأن رحيله سيعني انهيارنا الحتمي، وهنا يحضرني قول سيد الخلق عليه الصلاة والسلام في حديث قدسي "بأن يا محمد أحبب من أحببت فإنك مفارقه". أصدقائي، للحظات قدسية عند اتخاذ القرارات، فلا تضيع وقتا في البكاء على أطلال ولت وذهبت مع الريح، استجمع قواك، ثق بذاتك، وكن (أنت)، وابدأ من جديد، فللبدايات نكهة البرتقال الوردي، ولنكن كما قال سعد الله ونوس "محكومون بالأمل"، فلا أجمل ولا أعدل من حكم الأمل على حياتنا وأحكامنا وتصرفاتنا. ولنختر الرحيل دوما في الوقت المناسب، بدل من أن نكون ضحايا المغمورين في الوقت الضائع. أصدقاء الحرف: سَ أَ رْ حَ لُ حَتَّى (أَظَلَّ) فِيْ حَيَاْتِكَ رَبِيْعًا وَلَا (أَسْقُطُ) كَمَاْ أَوْرَاْقِ الشَّجَرِ حَتَّى أَكُوْنَ حِبْرَ قَصِيْدَتِكَ شَهِيْقَ السَّعَاْدَةِ وَ(أَطَوَلَ) مَحَطَّاْتِ الْعُمْرِ سَ أْ رْ حَ لُ حَتَّى لا (نَ فْ تَ رِ قَ) سَ أَ رْ حَ لُ لِ (تَ حْ تَ رِ قَ) سَأَرْحَلُ (بِاخْتِيَاْرِي) قَبْلَ أَنْ تُفَرِّقَنَاْ (مَجْبُوْرِيْنَ) الطُّرُقُ. من ديوان تراتيل أنثى الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت شاعرة وإعلامية أردنية [email protected]