بين الصراحة والوقاحة شعرة إن إنقطعت إنقطع معها العلاقة الزوجية والحب والمودة ، فى الخلافات هناك حدود تحفظ الكرامة لكلا الزوجين ولكن إن تعدى أحد الطرفين تلك الحدود ضاع الحق خاصة إن كان صاحبها بصوت مرتفع ، قد يرتفع الصوت بنبرة تحمل حق ضائع أو كرامة مهدورة أو غضب عارم ولكنها حتماً ستضيع حقوقنا حتى وإن كنا صادقين لأن الطرف المُتلقى لتلك الكلمات لا يعتبرها كذلك بل يعتبرها نبرة حادة تحمل الكثير من الإهانة وعدم التقدير له أساس العلاقات الزوجية القوية السليمة المتينة ليس الحب فقط بل الإحترام والصراحة قبله ، فالإحترام وحده يضمن إستمرارية تلك العلاقة الزوجية ويكملها الصراحة والحب الذى بدوره سيتخطى كل الصعوبات والتحديات ، عندما تشب نيران الغضب بين الزوجين وتحدث مشادة كلامية بينهم يرتفع صوت عن الأخر وهو صوت صاحب الحق ولكن مع الأسف ليس كل صوت مرتفع يأتى بالحقوق فأحياناً كثيرة الصوت المرتفع يفقد المرء حقوقه ، فقد الأعصاب وعدم القدرة على التحكم بالنفس يزيد الأمور تعقيداً والتطاولات التى يتهم طرف الأخر بها تهز من كيان الأسرة وتفقد الإحترام المتبادل بين الزوجين وهو ما يعد إعلان رسمى للكراهية وفجوة متسعة للغاية بين الرجل والمرأة فى علاقتهم ، النقاش هو الحل الأجدر لمعرفة ما هو المقبول والمرفوض فالصراحة والوضوح ستخفف كثيراً من حدة المشاكل التى ستترتب على الصمت وعدم المصارحة وستزيل قشرة الغضب الخفيفة التى تتكون على وجه القلب وتذوب سريعاً مع التفاهم وتوضيح حقيقة الأمر لذلك يجب عند وقوع أى مشكلة أو موقف يزعج أحد الأطراف أن يعودا للنقاش والتحدث فى الأمر لإزالة مشاعر الحزن والغضب حتى لا تتكون وتكون طبقة سميكة من الغضب ويؤدى للنهاية للإنفجار ، يجب أن يتحلى الطرفين بالهدوء عند وقوع مشكلة لأن الكلمات التى ستخرج فى لحظة غاضبة سيندم كل طرف عليها فيما بعد يجب التفكير قبل التحدث وأيضاً يستطيع كل طرف إيصال كل ما يريد قوله ولكن بطريقة راقية هادئة بعيدة كل البعد عن الصوت المرتفع والصراخ ، لأن المشاكل والصوت المرتفع والسب سيولد بين الزوجين الحقد والكراهية فى النفوس كما أن عصبية الطرفين فى الأزمات ليست مبرر للإهانة فكل موقف له ظروفه ودوافعه يجب الإستماع أولاً والتفكير جيداً ثانياً حتى لا نندم فيما بعد ومع النقاش سيختفى الغضب بالتدريج وتزال كل العقبات وسيلاحظ الطرفان أن الخلاف فقط فى وجهات النظر وما هو إلا خلاف بسيط يمكن التعامل معه وتحسن الأمر ، الصوت المرتفع والغضب لم يحصد لنا الإنتصارات فى المشاكل خاصة إن كانت مع أقربهم على الإطلاق للقلب فقط الحديث والهدوء والتحلى بالصبر هو ما سيجعلنا نجنى ثمار الرضا والإنتصار بدلاً من حصد الخسائر من كل جانب