عاصرنا ورأينا منذ السبعينات حكاماً وطنيين برزوا في تحكيم كرة القدم وتفوقوا على أنفسهم وحصلوا على الرخصة او الشارة الدولية وأبدعوا داخلياً في ملاعبنا وكان لهم أيضاً حضور خارجي على المستوى الإقليمي ممثلاً في دورة الخليج وعلى المستوى القاري في كأس آسيا وكذلك على المستوى الدولي في كأس العالم من التصفيات إلى النهائيات. كل ذلك لا يمنع أن لكل منهم أخطاؤه فكلنا بشر. كل ذلك برغم الإمكانيات البسيطة والمكافئات الضئيلة جداً وعدم التفرغ والهجمات الإعلامية المتعصبة والتي كانت تفسر كل خطأ على أنه مقصود. وامتدت يد التعصب والعنصرية الرياضية وطالت وأطلق العنان للصحافة الملونة تهاجم وتضرب وتسقط حكامنا الواحد تلو الآخر. صحيح أن هناك بعض الأخطاء التي لا تغتفر ولا اريد الخوض فيها ولكن ليس الكل سواء. والمؤكد أن هناك وجوهاً تحكيمية مشرفة وهناك من كان يجب شطبه. تابعت بعض المباريات الأخيرة ومنها مباريتي الاتحاد والهلال وكذلك الاتحاد والاتفاق وكلا المباريتين قادهما حكام أجانب تكلفة الواحد منهم تعادل أضعاف ما كان يكلف الحكم المحلي بخلاف تذاكر الطيران وتكاليف الإقامة والإعاشة والمواصلات كل ذلك وفِي رأي انه برغم جمال المباريتين وقوتهما أن أسوأ ما كان فيهما هم الحكام الأجانب الذين ارتكبوا أخطاء فادحة لو أن حكماً محلياً ارتكب بعضاً منها لأقامت له الصحافة الملونة مشانقها وربما طالبوا بشطبه ومحاكمته بتهمة القتل العمد للسيدة المصونة المتعة الكروية. ولكن مع الحكم الأجنبي، أخطاء التحكيم جزء من اللعبة. ويبقى السؤال، إذا استمر هذا الحال، كيف نطور بضاعتنا؟ لا يوجد على وجه الأرض، صناعة متطورة وقوية بدون جذور أقوى في أرضها.