وصف عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ونائب رئيس لجنة الحكام الرئيسية لكرة القدم، سعد الأحمري، أداء الحكام السعوديين في المسابقات المحلية الكبرى للموسم الرياضي الفائت بالممتاز، وقال ل»الجزيرة»: أداء الحكام في نظري ممتاز بل إنه مميز والخلل في من يحكم على أدائهم من أصحاب الميول، وأن الحكام يواجهون في الداخل ضغوطاً إعلامية تسبق المباراة وتسلب الحكم ثقته ويحكم عليه بالذاكرة، وفي الداخل نتابع الحكم ولا نتابع المباراة، وفي الخارج نتابع المباراة ولا نتابع الحكم، وحكمنا ناجح لكن مشكلة إعلامنا الملون ينظر للحكم حسب ميوله. وعن تقييمه للحكم الدولي فهد المرداسي في نهائي مونديال الشباب قال: المرداسي يملك الموهبة إلى جانب إدراكه للقانون ويملك فن إدارة المباراة وهذه علاوة على اهتمام الحكم بنفسه من ممارسة العادات السليمة واللياقة العالية ساهمت في وجوده في نهائي كأس العالم للشباب. وعن رسالته للأندية والجماهير قبل انطلاق الموسم الجديد قال: الحكم أهم من في المنظومة الرياضية لأنه يقضي في الأمور الواضحة والدقيقة ويجتهد ويتخذ القرار في جزء من الثانية، لذلك قد يعتري القرار سوء تقدير، فلا تفخم الأمور ونصل الى الطعن في ذمة الحكم، وقد يأخذ بعض المسؤولين في الأندية الحكم عذراً لسد النقص وذر الرماد لصرف الجماهير عن إخفاقاته في تسيير أمور ناديه، فهناك من يتعمد ويحرص على أن يكون الحكم هو الحلقة الأضعف لتعليق الإخفاقات عليه، ورسالتي للجميع كل يتحمل مسؤولياته. وعن مستوي لجنة الحكام في الوقت الحالي، أوضح أن لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا تبذل جهوداً كبيرة لإعداد وتنمية وتطوير الحكم، وهي تعقد اكثر من 20 دورة ولقاء، علاوة على ما تقوم به اللجان الفرعية من رعاية واهتمام بالحكم. وعن ازدياد الطلب على الحكام الأجانب وعما فعلته اللجنة للحد من ذلك، أشار إلى أن رؤساء الأندية ومسؤوليها وأعضاء شرفها يقومون بجهود كبيرة في أنديتهم، وهذا الامر محل تقديركل رياضي وكل منتسب للمنظومة الرياضية وعندما يخطئ الحكم في تقديراته يصبون جام غضبهم على الحكم فقط، ونحن نعرف ان إدارات الأندية تخطئ في التعاقدات مثلا والمدربين يخطئون أثناء فترات الإعداد وأثناء المباريات واللاعبين يرتكبون الأخطاء والمخالفات في المباريات، وكل هذه الأخطاء لا يعترف بها وإنما يبقى خطأ الحكم هو الشماعة التي تقف عليها كل الأخطاء وكذلك الإعلام الملون المتعصب يكبر ويضخم هذه الأخطاء ويوهم الكثير ويذر الرماد في العيون لصرف الانظار عن الأخطاء الأخرى المرتكبة من بقية العناصر فكان للاتحاد السعودي رأي بأن تزاد عدد الاطقم لتخفيف الاحتقان ونحن نشاهد أخطاء الحكم الأجنبي لا يعترض عليها سواء من اللاعبين داخل الملعب أو مسؤولي الأندية. وحول ما ينقص الحكم السعودي قال: لا ينقصه شيء، وهنا أتوجه بالنداء الى رؤساء الأندية والمدربين واللاعبين والإداريين بأن يكونوا شركاء متعاونين والوصول برياضتنا إلى الثقة بين جميع أعضاء المنظومة الرياضية، فالحكم السعودي لا يخطئ متعمداً. وكشف الأحمري أنه لا يوجد أي تجاوزات في منح الشارات الدولية، مؤكداً أن هناك أموراً تحكم منح أو سحب الشارة الدولية منها العمر واللياقة البدنية وإدارة المباريات بشكل عام. وعن فائدة وجود دائرة التحكيم، أفصح أن دائرة التحكيم أو لجنة الحكام إذا لم تجد البيئة المناسبة للعمل والحد من التجاوزات والتشكيك في الذمم فلن تنجح، وأرى أن الأمل ضعيف. وتمنى الأحمري أن يدير دائرة التحكيم خبير سعودي أو عربي، وقال: أتمنى ذلك ولكن لا زلنا نعيش عقدة الأجنبي رغم فشلهم في الماضي. وحول رأيه بالحكم الإنجليزي وهل يكون مناسباً لقيادة دائرة التحكيم، قال: لا أرى وذلك لصعوبة التواصل وعدم تهيئة البيئة المناسبة للعمل. وعن تأييده لبقاء لجنة المهنا أم مع من يطالب بالرحيل والتجديد، كشف أنه أحد أعضاء لجنة المهنا، ومع التجديد بعد أن تنتهي فترة مجلس الاتحاد السعودي المنتخب، والمتبقي عليها أقل من عام ونصف. وأشار حول انتقاد أغلب الحكام للجنة وإظهارهم لبعض الحقائق عندما يعتزلون أو يهمشون قال الأحمري: لكل شيء نهاية، والتقدم في العمر لا تستطيع لجنة الحكام معالجته فالكثير يريد الاستمرار على حساب الحكام القادمين، ولو سمح للموظف مثلاً أن يواصل عمله فلن يتقاعد أحد، وهذه سنة الحياة، ولكن على الحكام أن يعوا مقولة: (انتم أحسنتم الدخول.. فأحسنوا الخروج). وعن عدم سماح اللجنة للحكام بالظهور الإعلامي أو التصريح، أوضح أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يوصي بعدم الظهور بعد المباريات، وأنا اؤكد أن أي ظهور للحكم لن يقنع المتعصبين وسوف يأخذون من هذا التصريح مادة دسمة للنيل من الحكم. وكشف الأحمري أن اللجنة لن تهمش في ظل وجود دائرة التحكيم، مؤكداً أنه يجب أن يكون العمل تكامليا وهذا ما نسعى إليه في لجنة الحكام، ونحن مع هذه الخطوة إن كانت فعلاً ستطور وترتقي بالحكم، ويجب أن تعمل في ظل منظومة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وألا تخضع لأي فكر أو رأي من خارج هذه المنظومة. وعن دائرة التحكيم ودورها في تطوير مستوى الحكام وطبيعة عملها الأساسي، أوضح أن عمل دائرة التحكيم يصب في النواحي الفنية البحتة للحكم، وأرى أنها ستنجح إذا بدأت في التركيز على الحكام الواعدين وحكام المستقبل وترسم خططها على الحكام المبتدئين لنصل في المستقبل إلى الحكم على أعمالها لأن لدينا الآن نخبة حكام تم إعدادهم، ويحكمون في آسيا ودول العالم ويحظون باحترام كبير، والدليل فهد المرداسي وزملائه وإدارتهم لنهائي كأس العالم للشباب. وأضاف أن البرامج والدورات التي تقيمها اللجنة ليست كافية لإعداد الحكم بشكل جيد، لافتاً أنه لا يوجد حكام محترفون بسبب صعوبة تركهم لأعمالهم الرسمية. وفي سؤال عما وصلت إليه مكافآت الحكام في قيادة المواجهات قال: يحصل الحكم الآن على مبلغ خمسة آلاف ريال لإدارته مباريات دوري جميل، وهذا المبلغ جيد جداً، ونحن نسعى جميعاً لرفع مداخيل الاتحاد ومداخيل رعاية الحكام للوصول إلى المبلغ المقنع للحكم. وعن إخفاق عدد من الحكام في اختبارات اللياقة البدنية وإلى ماذا يعزى السبب، وحول مصير من يخفق من الحكام قال: الإخفاق نسبته ضئيلة، ويرجع لأسباب تدريبية، ونسعى لجلب مدربين مميزين لتدريب الحكام في مناطقهم، والحكم المخفق لن يكلف في إدارة المباريات إلا بعد تجاوزه لاختبار اللياقة البدنية ونعطي فرصا لتجاوز هذه الإخفاقات. وكشف الأحمري في نهاية حديثه أن اللجنة تشرف على 13 لجنة فرعية و100 مقيم و1200 حكم، والبرامج تشمل هذه المنظومة كاملة لأكثر من تجمع ولقاء يحصل الحكم أو المقيم من خلالها على كل جديد في القانون والتدريب وتطوير الذات والصحة.