نشرت بعض وسائل الاعلام الرياضي جملة من الشكاوى والخلافات والاتهامات بالتزوير والمجاملات داخل أروقة لجنة الحكام الرئيسة ولجانها الفرعية في الجوف والشرقية والرياض وقبلها عسير والغربية وتبوك والاحساء وكل تلك الاتهامات طالت عمر المهنا ومحاباته لبعض الحكام الذين تربطه بهم علاقات وثيقة ومصالح متبادلة على حساب آخرين مستوياتهم الفنية واللياقية جيدة، كل تلك المناوشات عبر وسائل الاعلام ألقت بظلالها على مستوىات الحكام في الجولتين الأخيرتين والتي كثرت فيها الأخطاء وحرمت بعض الفرق من الفوز وأكسبت فرقاً بأخطاء تحكيمية نتجت من عدم التركيز والتقدير الخاطئ لبعض المخالفات داخل الملعب، ولعل من الأمور العجيبة في عالم رياضة كرة القدم السعودية هي صافرة الحكم السعودي والتي أصبحت تثير كثيرًا من الجدل والاختلافات الرياضية بين الكثير من المسؤولين عن الأندية والنقاد والجماهير الرياضية، على الصعيد المحلي حتى باتت قضية واسعة لها شأنها واهتمامها في الوسط الرياضي، وأصبح التحكيم في كافة المسابقات المختلفة، دوري جميل أو كأس الملك أو كأس ولي العهد وفي مسابقات الأولى والثانية والثالثة مسألة ساخنة نتج عنها أخطاء في التحكيم تضررت منها فرق كثيرة ولذلك ينبغي المبادرة بإيجاد الحلول المناسبة التي ترتقي بمستوى الحكام والتحكيم لدينا، وتنهض بالرياضة السعودية في بلادنا، ولكن مع الأسف الشديد هناك الكثير من جمهور الوسط الرياضي من يعلق وجود تلك الأخطاء على عدم الكفاءة أو قلة الخبرة لدى الحكام، وقد يجعل حكْمه عامًّا على جميع الحكام، أو عدم تطوير الحكَم نفسه، وهناك من يجيّر أخطاءهم إلى الضغوط النفسية والنقد غير الهادف والتي تتوالى على الحكام من قبل المسؤولين في الأندية والصحافة والفضائيات والجماهير المتعصبة وغيرها ولكن إذا كانت مثل تلك السلبيات تحاصر الحكَم السعودي فهل سينجح ذلك الحكَم؟! وهل سيكون لديناً حكام يؤدون أداء جيدًا ومقنعاً في الملعب؟! ولكي ينجح التحكيم السعودي داخلياً كما نجح خارجياً ينبغي أن نحرص على توفر مقومات وعوامل نجاح الحكم وفي مقدمتها كفاءة ومهارة من يدير لجنة الحكام وخلفيته الإدارية فالحكم قبل أن يُطلب منه النجاح في الملعب هو بحاجة لدعم لجنته من خلال نشر ثقافة العدالة في التكاليف والترشيح للدورات وللشارة الدولية ومن ثم حمايته والاهتمام به وماحصل من عمر المهنا ولجنته خلال السنوات الماضية في محاربة بعض الحكام الناجحين وإقصائهم ومنح غيرهم من الحكام المقربين من المهنا ومستوياتهم الفنية أقل من العادي هو بداية سقوط مستوى التحكيم السعودي التي كثرت فيه الأخطاء المؤثرة على الفرق، وللخروج من تلك الأزمة أقترح أن يمنح للحكام صلاحية اختيار الرئيس وأعضاء اللجنة من خلال استفتاء يشمل جميع الحكام العاملين والمقيمين.