الموهبة كما يعلم الجميع هبة من الله عز وجل يهبها لمن يشاء من خلقه ، وتمثل استعدادا فطريا وقدرة استثنائية لدى الفرد لبراعته في مجال معين ونحوه . ويشير المختصون بأنها تدل على ذكاء مرتفع ومتقدم ومتسارع لوظائف الدماغ وأنشطته ، بما في ذلك الحس البدني والعواطف والمعرفة والحدس ...وهناك عدة مجالات يمكن أن تظهر موهبة الفرد من خلالها : أولها مقدرة الذكاء العامة والميل لجانب علمي معين ومقدرة التفكير المبدع والقيادة والفنون البصرية والمقدرة الحركية. والموهوبون يعدون ثروة هامة يجب الاهتمام بها وتشجيعها واستثمارها على الوجه الصحيح..للحاجة الملحة لهم حاضرا ومستقبلا . لأن الموهبة قد تضيع وتضمحل إذا أهملت وتتلاشى إذا لم تجد البيئة المناسبة لنموها! لأنها لا تنمو وتبدو بشكل جيد مالم يتم تعهدها بالعناية الفائقة والرعاية المستمرة. وقد أحسنت وزارة التعليم كثيرا لاهتمامها الطيب بالمواهب ورعايتها ، وذلك بإنشاء إدارة عامة تختص بها ، تتبعها إدارات في جميع مناطق المملكة مع إقامة مراكز لرعاية الموهوبين في كل منطقة وفتح فصول خاصة في بعض المدارس تحكمها الأعداد والمباني والتجهيزات . حرصا منها لرعاية المواهب بأساليب تربوية حاذقة وتعليمية هادفة . حيث تعتبر هذه الفصول في الحقيقة من المبادرات النوعية التي تسهم في تحقيق روية المملكة 2030 والتي من أهدافها الاستراتيجية تحسين البيئة التعليمية المحفزة على الإبداع والابتكار. ونستطيع القول بأن الوزارة تسابق الزمن لكسب الوقت لقناعتها بأننا بدأنا متأخرين عن غيرنا كثيرا في هذا الجانب. لكن ما نخشاه أن تكون بعض الإدارات التعليمية لا تملك فريق العمل المتمكن ولا تجد الأدوات المطلوبة لتطبيق تلك البرامج بشكل سليم فتتحول إلى برامج دعائية وإعلامية أكثر من كونها برامج إثرائية .. فيصبح هم الميدان الإعلان عن الأرقام دون الوصول إلى الأهداف المنشودة ، وبالتالي تفقد هذه البرامج قيمتها ونخسر كثيرا مما كنا نحرص على بنائه. فالموهوب ليس رقما يعلن بل مشروعا يعد للمستقبل . والمؤمل أن يستوعب كل التربويين في الميدان هذا الأمر ليكون الحرص بقدر التطلع . بدءا من اكتشاف مواهب الأبناء الطلاب في كل مدرسة والتي لا يجد المختصون وحتى المهتمين صعوبة كبيرة في معرفتها ، لأن علاماتها تظهر على الطالب الموهوب من خلال قدراته الحركية والانفعالية والتعبيرية وردود الأفعال واستجاباته مع من حوله... ولا شك أن اكتشاف المواهب مبكرا وتنميتها يعد من أهم وسائل تحقيق التقدم والرقي لأي مجتمع . فإيجاد البيئة التربوية الجيدة يتيح للموهوبين إبراز قدراتهم وتنمية إمكاناتهم وإظهار مواهبهم من خلال البرامج الإثرائية التي تحرص الوزارة عليها ، بما يلبي جميع حاجات الموهوبين التعليمية والشخصية والاجتماعية وحاجات تحقيق الذات وغيرها . ومن الأهمية تطوير دروس التفكير والإبداع والتركيز على العلوم التطبيقية والاستفادة من الأنشطة المتنوعة لتنمية قدرات الموهوبين إلى حدودها القصوى والعمل على تعزيز جوانب القوة عند جميع الطلاب وفي كل المجالات تقريبا. ويظل التعاون الوثيق بين الأسرة والمدرسة من العوامل المهمة لمزيد من الرعاية لتلك المواهب ومتابعها في كل المراحل وعدم إهمالها لكسب مخرجاتها المتميزة في قادم الأيام.