عشت فخر المسلمين..! هذا ماقالته معلمة مادة الإنشاء -عندما كنت في صفوف الدراسة- وهي تدون كلماتها على "السبورة"، ساد سكون بين الطالبات لبرهة، ثم علامات استفهام مضمونها.. من أين نبدأ، وماذا نكتب، وكيف نعبّر..؟ ربما لم تكن المرة الأولى التي يطرح فيها الموضوع، فقد تعودنا على موضوعات معينة في كل عام، حتى أن بعض الأمهات ممن لم يملكّن مَلَكة الكتابة.. كنّ يحتفظن بمواضيع الإنشاء للأجيال القادمة التي ستمر بنفس المرحلة من الأبناء وأبناء القريبات والصديقات، لما لا..! مادام الموضوع هو الموضوع، فلا يلزم سوى تغيير الاسم والتاريخ في زاوية الصفحة المسطّرة.. بالنسبة لي كان الأمر مختلف.. فحصة الإنشاء تلك كانت هي النافذة التي أطل منها على ما أحمله في نفسي نحو كل موضوع مقترح، حتى لو لم يكن من موضوعاتي المفضلة، ولعلي كنت أرقب شفاه المعلمة في كل مرة وهي تقول " موضوعنا اليوم عن… "، أحرك قلم الرصاص في يدي في فرح وتوتر وكأنني أنتظر نتيجة امتحان آخر العام، وكنت أصاب بخيبة بعد انتهاء الحصة من جراء تعليقات زميلات داخل الصف – مالقت غير موضوع الأم.. -يعني كيف نكتب رسالة " هذه معلمة رايقة".. -أكتب عن الصيف.. ( في تهكم) طيب.. حر ورطوبة وزحمة، بمناسبة الزحمة أكتبي عن الإزدحام المروري.. إيش دخّلني أنا في الإزدحام المروري خليني أسوق أول.. -عشان يا أخت لمن يصرحون لك بالقيادة تكونين جاهزة – إن شاااااااء الله – إيش أكتب عن الوطن..؟ هو المكان الذي ولدت فيه وعشت فوق أرضه وتربيت تحت سمائه…. صمتي أحياناً يجعلهم ينظرون نحوي في تساؤل ساخر – يا ترى "طه حسين" إيش حيكتب.. يلا أتحفينا في حب الوطن نظرت إليها صامتة تصاحبني لمعة عين وابتسامة ثغر.. ثم قلت – وطني..! هو وطني وكفى.. هو المكان الذي ولدت فيه وعشت فوق أرضه وتربيت تحت سمائه… – ما جبتي جديد يا فالحة – كل كلمة نطقت بها هي جديدة في نفسي على الأقل فأنا لا أسكنه بل هو يسكنني.. هل جربتي أن تسكنين أحداً داخلك تبحثين عن رضاه وتتمنين له دوام السعادة والآمان..؟ فما بالك لو كان وطني.. هو وليدي الذي تعهدت على حفظه، وأنا ثروته التي تعاهد على رعايتها، موطني هو فخري وشموخي في كل الأحوال، موطني هل هو موطنك..؟ إذا تعاظمي فوق أرضه و تحت سماءه و لا تكتفي بسكنه. للتواصل على تويتر وفيس بوك: eman yahya bajunaid