ليس قولي بل هو قناعة الكثيرين من المختصين في علم الحواس، الحواس الفكرية على وجه التحديد، ومنهم ما قيل من قبل الدكتور عبدالله الغذامي في كتابه اليد واللسان ومضمونه ???? يجب هنا أن لا نغفل أن ما نسميه بالقراءة هو مجرد وسيلة إرسال واستقبال، والكلمة المكتوبة على الورق هي تصوير للمنطوق، وهي صورة تحول الكلمة من صوت مسموع إلى رسم منقوش) وبما أنني سمعية صّرفة فإني مع كلامه مئة بالمئة، فعلى سبيل المثال أستطيع أن أكتب لك عبر ورقة أو في رسالة إليكترونية.. "كم منظر البحر جميل" ولك أن تتصور بدورك أي منظر للبحر أقصد، وكم مقدار الجمال الذي أعنيه، فقد لا يشكل نسبة عالية في تخيلك كما رأيته أنا والعكس كذلك، أو ربما لو قلت لك "أحتاجك بجانبي" من الممكن أن تعتقد أنني أحتاجك في أمر سيحدث الآن وليس دائماً، فمفهوم الحاجة عندي لم يصلك صحيحاً. بينما لو تركت الأمر لتلك الأصوات التي أسرتنا بجمالها وتمعّنتَ في نطق العبارة.. لأدركت أن منظر البحر أجمل بكثير مما كنت تتخيل وأقرب للمشاعر، لن أحتاج وقتها أن أصف لك كيف كان الجو عليل، ونسمات الهواء تداعب وجهي، وصوت البحر يشجيني، لن أحتاج أن أبرر لك كيف أن بقاءك بقربي هو قوّتي، وأنني لن أستطيع التقدم بدون وجودك تدعمني وتدفعني نحو الأعلى، ستكتفي بالإنصات للقصد دون الوصف، والإنصات يختلف عن الاستماع اختلافاً كبيراً.. " لم أكن أقصد" كتابة.. ليست هي عندما تنطق بل تتحول لأكثر من معنى ضمني " أنا أسف، أنا أحب، أنا حزين، أنا…." جميل أن أكتب آية قرآنية وعبارات الدعاء بالشكر والحمد لله سبحانه، وأن أزينها بزخارف في أعلى الورقة، مستخدمة أجمل أشكال للخط العربي، ولكن كيف سيكون وقعها لو أني أطلقت لها الإبحار وأبحرت معها بصوت عوني كنانة، أوحسين النجار، بدر كريم، سعود الذيابي، عادل بارباع، والقائمة تستمر، لوقعت في نفسي أيما وقوع. جميل أن أطرب بشعر يلقى لكبار الشعراء بصوت متحجرش كصوت محمود ياسين، فابتسم في وصف السعادة وتدمع عيني في لحظات البأس. نعم أحب القراءة ولكن سأحبها أكثر إذا ما قرأتها بأذني من خلال قارئ بارع.. فالأذن تعشق قبل العين أحياناً. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid