نندفع أحياناً خلف أعمال لا تنسب لشخصنا في الوضع العادي، فقط لنشعر أننا أحدثنا كسراً لروتين حياتنا، قد نشارك في رقصة مجنونة، أو نركض خلف ورقة شجر تطير بفعل الرياح، أو نخرج لساننا لطفل مشاكس متأهب للشجار، قد نقرع أبواب أحد الجيران ونفر هاربين تتبعنا ضحكاتنا، فيغمرنا إحساس جميل يدغدغ الطفولة فينا. أراك مقطب الجبين وكأنك تقول لي : "لا لن أقوم بهذه الأفعال الصبيانية" أرجوك.. اترك ذاك الشخص المكبل بالرزانة يتنحى جانباً، وعش كما لم تعش منذ سنين، انتقل إلى عالم مازال موجوداً داخلك، وأيقظه من نومه.. ألست فخوراً بذلك الابن الذي أصبح في طولك..؟ إذاً صارعه كما كنت تفعل في صغره. ألم تسعد بتلك الأنسة التي كبرت أمامك.؟ إذا راقصها وأشعرها بأنها أميرة. ألا تشعر بالسعادة لحضور زفاف عزيز عليك.؟ شاركه فرحه وذكّره في لؤم كيف كان في مثل هذا اليوم، ثم تقاسموا الضحك على ما كان. ألم يغمرك الفرح بتأّهل المنتخب "للمونديال".؟ إذاً اقفز وافرح وارفع صوتك بالهتاف.. لا شيء يوقف سعادتك. قد يمنعك كبر السن من تسلق السور وأنت تحمل وردة لفتاتك الجميلة التي تنتظرك عند النافذة، لكنه لا يمنعك من إحضار الورود.. لن يقلل كل ذلك من حالة الوقار التي يعرفها عنك من حولك، عبّر عن كل ما تشعر به، لا تقف مكتوف اليدين ترغمك بعض الشكليات أن تتصرف بعقلانية، ليس مكانها ولا وقتها.. الفرصة لا تتكرر ولم يبقى من العمر بقدر ما مضى. هي لحظات وتمر ويأتي الغد.. فتعود الأمور إلى وضعها، الموظفون إلى أعمالهم، والطلبة إلى مدارسهم، وربات البيوت إلى أشغالهم، وكل واحد منهم يحمل في ذاكرته بقايا من حديث الأمس، إن أصابتك حالة من الضحك أو على الأقل تبسمت وأنت تسترجع ذكرى تلك البقايا..! فهنيئاً لك كنت مع الجانب الآخر منك، خذه بالأحضان والقي عليه التحية، ثم ودعه لحين لقاء جديد.. يجمعك بك. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid