مع نهاية شهر رمضان الكريم يبدأ الناس عمومةً بالتحضير لاستقبال عيد الفطر المبارك , فتجد الشوارع والميادين في ازدحام شديد ليس له مثيل على مدار أيام السنة وكأنه موسم الحج. رغم ذلك العناء الذي نواجهه سنوياً في مملكتنا الحبيبة إلا أنه يصاحبه شعور بالمتعة و الرضا حال عودتك إلى المنزل فجراً بعد انقضاء جميع المستلزمات المرغوبة تحضيرا لعيد الفطر. عيد الفطر, هو ذلك اليوم الذي ينتظره كافة المسلمين في جميع أرجاء العالم بفارغ الصبر لتعم الفرحة والسرور على قلوبهم. وفي مدينة جدة, تعد اللقاءات العائلية أحد أهم الأنشطة في ليالي العيد الأولى و خصوصاً لقاء أفطار أول ايام العيد بعد الانقضاء من صلاة المشهد , فيتواجد جميع أفراد العائلة على تلك السفرة لتبادل التهاني و معرفة أخبار الأهل و الأقارب فهوا اليوم الذي يتجرد فيه الأغلب من جميع الانشغالات و الارتباطات حتى يتفرغ تماماً لعائلته. وفي باقي ليالي العيد , يحرص أرباب الأُسر على زيارات الأهل و الأصدقاء للمعايده في بيوتهم و أغلب تلك الزيارات تكون في فترة النهار , أما في الليل فتحلوا اللقاءات الاجتماعية المنتهية بالعشاء ناهيك عن بعض الأنشطة الأسرية المستحبة المتمثلة في زيارة بعض المولات والمنتجعات البحرية بالإضافة الى المطاعم و المراكز الترفيهية لغرض الترفيه عن افراد العائلة.كما يحرص الأطفال على جمع أكبر عدد من العيديات (المبالغ النقدية) وتفاخرهم بأكبر عيديه تم تجميعها دوناً عن باقي أخوتهم الأكبر سناً فتعتبر العيديه مصدر دخل جيد لهم وفرحه ليس لها مثيل. وتعتبر حلاوة العيد من أهم المظاهر المتواجدة في كل بيت مع القهوة , و تختلف أنواع الحلويات مابين الحلويات المستورده والمحليه وقد برزت العديد من الشركات العالمية مؤخراً في المملكة لتقديم الكثير من الحويات الفاخره , أما قديماً كانت حلاوة العيد تستورد من خارج المملكه من عدة دول عربيه ولم تعرف حلوى الشوكلاته في جدة و ربما المملكه حتى عام 1370ه حيث قام الشيخ سليمان ابو سبعين بأستيرادها من لبنان من معامل ساموره نشابه أخوان وهوا أول من باع حلاوة العيد في بسطته الشهيره في شارع في جدة في شارع قابل عام 1357ه ، وقد أدخل حلوة النوقة والحلقوم والحلاوة اللف وكان سعر الأوقية في ذلك الوقت ريالين فقط. أما عن ليالي العيد قديما في جدة , فكانت ربات البيوت يبدأن بتجهيز بيوتهم قبل العيد بعدة ليالي , فكانوا يبدأن بتنظيف بيوتهم الشعبية بمساعدة ابنائهم دون الاستعانة بالخدم وذلك لعدم توفرهم لدى الغالبية قديماً , فكانوا يبدأن ثورة التنظيف بتجميع جميع عفش البيت مثل الطواويل والمساند في أحدى زوايا الغٌرف وكنت أرى والدتي حفظها الله تلثَم وجهها بقطعه قماش تفادياً للغبار المتصاعد نتيجه نفضه بالمقشه. فكان غالبيه النساء يقمن بتنظيف غرف البيوت وتمسيح الرواشين من الداخل ثم الاتجاه الى تنظيف درج البيت من أعلى دور الى الدهليز وكل ذلك بمفردهم في الغالب رغم كبر بعض البيوت وصعوبة تنظيف البيوت البلدية. وبينما يهم سيدات البيوت بالتجهيز و التنظيف يأتي دور رب الأسرة بتلبية جميع المشاوير و المتطلبات الخاصه بليالي العيد , فكنت أشاهد والدي حفظه الله يبدأ مشاويره بعد صلاة التراويح ولا يعود للمنزل في حارة البحر الا قرب وقت السحور محملاً بالعديد من الطلبات من أهمها متطلبات الدبيازة والتي تعد اكله تقليدية في العيد واحيانياً كان يستأجر أحدى العربات المنتشره في حواري جدة التاريخية لإيصالها الى البيت. تلك هيا بعضاً من عادات أبناء جدة القديمه في التحضير للعيد , أما ليالي العيد فلم تختلف كثيراً عن ماهوا عليه الآن سوا المولات اللتي لم تكن موجوده و المراكز الترفيهية التي لم نعرف سوى المراجيح المنتشرة في حواري جدة القديمة و الملاهي المعروفة بالعيدروس مقابل مدارس الفلاح في حارة المظلوم واللتي كانت ومازالت تتواجد من أول ايام العيد حتى رابع او خامس أيام العيد. [email protected]