محمد العواجي تصوير : ريم باعشن أحياء محافظة جدة العتيقة تتحول الى لوحة حياتية بديعة في الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية ، وفق نهج الآباء والأجداد في خطوة تحاكي الماضي وتجسد للأجيال الحالية الحضارة والعراقة والتراث في أبهى صورها سواءً من خلال تزيين المباني أو تنظيف وتهيئة مداخل الحارات وبعض الساحات لتقديم الألوان الشعبية التي عرفت بها جدة قديماً كالأهازيج الفلكلورية في ليالي العيد مثل: لعب المزمار، والعجل الينبعاوي، والخبيتي، وغيرها من الألعاب الشعبية التي تستيقظ عليها أحياء عروس البحر الأحمرجدة مع دخول العيد السعيد . رصدنا استعدادات هذه الأحياء ووثقت عادات وتقاليد الأهالي وحياتهم الاجتماعية من الزيارات وتقديم الهدايا والضيافة العربية خلال أيام العيد ، حيث قدم عميد عائلة آل باعشن الشيخ عبود بن أبو بكر باعشن نبذة تعريفية عن الاحتفاء بالعيد بجدة قديماً قائلاً : إن الاحتفاء بالعيد على ماضي الآباء والأجداد والذي تحييه الأحياء العتيقة بجدة يلبي رغبات كل الأعمار من أهالي الأحياء من الشباب والأطفال والنساء والرجال ، فكلهم يعيشون عطر هذه الفرحة التي تتكرر كل عام حيث يمعنون النظر برؤية هذه اللوحات التراثية التي لا تدلل إلا على الحضارة والمخزون الثقافي السعودي . وأضاف أن أحياء جدة العتيقة من بداية حي النزلة إلى الهنداوية إلى الكندرة إلى العمارية وإلى أحياء جدة التاريخية العتيقة تحتفي في العيد بهذه الألعاب الشعبية القديمة والتي تعتمد على أنغام وكلمات حجازية يرددها ويرقص عليها شباب الحي حيث تجسد تلك الألعاب قرب أبناء الحي من بعضهم وعادة ما تكون بدون تكلف لكي يفرح بها الجميع ومع تلك الألعاب يقدم سكان الحي عدداً من العيديات «المبالغ المالية الرمزية» للأطفال لرسم البسمة على وجوههم وهم يسعدون بها ويشاركون محبيهم في الإيقاعات الشعبية . وأشار إلى أن الألعاب الشعبية تكثر في منطقة البلد في أول ليالي العيد والتي تنتعش بها تلك الأحياء التاريخية مشيداً بدور أمانة محافظة جدة ومراكز من مراكز الأحياء بمنطقة مكةالمكرمة والفرق التطوعية التي ترى أن أحياء مثل هذه الطقوس الاحتفالية واجب وطني تجاه الحفاظ على العادات والتقاليد القديمة وديمومة الحياة الاجتماعية في الماضي وما عرفت به هذه الأحياء من تنظيم المناسبات والفعاليات طوال العام ومن ضمنها دخول شهر رمضان والعيد السعيد . تقاليد راسخة: من جانبها أوضحت الأديبة والمتخصصة في شأن المنطقة التاريخية بجدة مها بنت عبود باعشن أن أحياء جدة العتيقة هي القلب النابض والتي تشتاق جدة دائماً للتراث وعراقة الماضي بكل تفاصيله لتبحر من خلاله في أعماق أبنائها لربطهم بحياة آبائهم وأجدادهم وتذكيرهم بما كان يدور في فلكها من أفراح وأعياد ليتم إعادة الموروث التقليدي في زمن التقنية والحداثة . وأشارت إلى أن من عادات أهالي جدة قديماً في العيد هي ما يزاول في الأحياء الشعبية بقيام عدد من الشباب في العشر الأواخر من رمضان بجمع مبالغ مالية من سكان الحي تُعرف ب «القَطَّة» أو «العيدية» لإحياء أيام العيد الثلاثة التي اندثرت بمرور الزمن وتكون هذه العملية تحت إشراف أحد وجهاء الحي حيث تكون المشاركة حسب قدرة كل فرد ولا تكون إلزامية لبعض الأسر من ذوي الدخل المحدود . وقالت باعشن : يبدأ مع هذا الحراك التخطيط للفعاليات التي تنطلق بالاتفاق مع المؤسسات المختصة لتجهيز المواقع يليه الاتفاق مع المطبخ لإعداد الولائم في أيام العيد الثلاثة، وبعد تجميع نصف المبلغ، يعمد القائمون على هذه التجمعات إلى الاتفاق مع الفِرَق الشعبية لإحياء الحفل، مع وضع برنامج ومسابقات خاصة للأطفال تعتمد على الموروث الشعبي في جدة. وأضافت أن الأطفال يلقون نصيبهم من احتفالات العيد عبر تنظيم المسابقات وبعض الألعاب التراثية ومنها لعبة «العصفور» التي تمارس من خلال وضع أحد الشباب في حفرة ودفنه بقليل من التراب ثم يسأل الطرف الآخر «معانا ولا مع القوم؟» وإن أجاب «مع القوم» تزاد كمية التراب المنهالة عليه حتى يقول إنه معهم ، وكذلك لعبة «المعكيرة» التي تستخدم فيها قطعة قماش تبرم حتى تصبح نحيلة ، ولعبة «الضاع» وهي حجر صغير يُخبأ من قِبَل أحد الفريقين الذي لا يتجاوز عددهم خمسة أفراد في كل فريق ، وإن لم يتوصل الفريق إلى الإصبع الذي يحتوي على الحجر الصغير يضرب بقطعة قماش. وأفادت أن فكرة العيدية انطلقت في أحياء جدة القديمة لإعادة بعض ملامح العيد في سنوات سابقة والمتمثلة في تجمع أبناء الحي ، خصوصاً أولئك الذي نزحوا إلى مواقع أخرى ؛ إذ تعتمد الفكرة على الالتقاء والمعايدة وإعادة الذكريات مع كبار السن في الحي والتعرف عن كثب على كثير من تفاصيل العيد وما كان يمارسونه في سنوات سابقة . وأورد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة مكةالمكرمة محمد بن عبدالله العمري أن مثل هذه الاحتفالات في الأحياء العتيقة بجدة تنطلق بألوان غنائية شعبية بدءاً من المزمار والينبعاوي مروراً باللون البحري والخبيتي للتعريف بالكثير من الألوان والرقصات الشعبية واستقطاب المقيمين ، وحتى الزائرين من الحجاج والمعتمرين ، خصوصاً أن جدة تمتلك كل المقومات السياحية من المورث والمواقع التاريخية التي جعلتها وجهة للزائرين . وأشار إلى أن هذه المهرجانات والاحتفالات التي تسهم الهيئة في تنظيمها والإشراف عليها تلقى رواجاً كبيراً من الزائرين ومرتادي جدة خصوصاً في المنطقة التاريخية المشهورة على المستويين المحلي والدولي منوهاً بضرورة اجتهاد عمداء الأحياء في الدفع بهذا الحراك من خلال المشاركة ومتابعة التفاصيل، والاتصال بكبار سكان الحي، في محاولة لإعادة الشباب إلى التمركز داخل الحي وإحياء العيد خصوصاً في ظل خروج الشباب إلى الاستراحات ومواقع الترفيه لقضاء ساعات طويلة خارج الحي الذي كان يغلب عليه في فترات سابقة الهدوء خلال أيام العيد. وأكد أن هذه الاحتفالات هي أحدى العوامل المهمة لجذب الشباب إلى الحي وإيجاد برامج ومواقع تحتضنهم وتشجيع أهالي الحي على تخصيص فترات زمنية لا تقتصر على العيد فقط في تجمع الشباب مما ينعكس بالإيجاب على الحي في ظل تقديم الفقرات الترفيهية مثل الألعاب الشعبية والمسابقات الحركية للصغار والكبار والمجسات الحجازية، بالإضافة إلى المنشدين وأناشيد العيد للأطفال وبمشاركة الشخصيات الكرتونية وفقرات مسرحية متنوعة . وذكر عمدة حارتي البحر واليمن عبدالصمد محمد عبدالصمد عبد الصمد محمد عبد الصمد أن هذه الاحتفالات بالعيد تلقى حضوراً كبيراً من أهالي والأحياء وخارجها على مدى أيام العيد لإدخال الفرحة ورسم الابتسامة على وجوه الحضور بمشاركة فاعلة من الفرق الشعبية التي تتميز بتقديم العروض الفلكلورية مشيراً إلى أن أحياء جدة العتيقة تتسابق فيما بينها في حشد أكبر عدد ممكن من الأهالي للمشاركة في فعاليات العيد وكرنفالاته الشعبية التي تقام سنوياً وفيما يتعلق باستعدادات بعض هذه الأحياء أفاد أن برامجها تبدأ قبل صلاة العيد حيث يتم توزيع «التمرية» في المساجد والمصليات المجاورة في بادرة تدل على التسامح ونشر المحبة بين الأهالي ، وبعد صلاة العيد تبدأ المعايدة وتقديم الحلوى ، كما عرفت هذه الأحياء بتقديم مائدة الإفطار الجماعي «التعتيمة الحجازية» كعادة متأصلة في أهالي جدة قديماً . مركاز العمدة: وقال عمدة حارة الشام والمظلوم ملاك باعيسى : أن أحياء جدة العتيقة مازالت محافظة على مظاهر الحياة الاجتماعية القديمة التي كانت ومازالت تشتهر بها منذ القدم خصوصاً في مواسم الأعياد كالتواصل بين الجيران ومركاز العمدة والبسطات الموسمية التي أصبحت عادة تجذب أهالي وزار جدة في حين تضم حارة المظلوم أقدم مكان للترفيه في المملكة وهي «برحة العيدروس» التي يعود تاريخها لأكثر من سبعين عاماً وتحيط بها المباني الأثرية القديمة التي تزيّنها الرياشين وتضم في أرجائها عديداً من ألعاب الأطفال التراثية التي يتم تحريكها يدوياً . وأشار إلى أن استقبال العيد في جدة قديماً كان يغلب عليه طابع الفرح والحرص على التسامح بين أهل الحي بمبادرة من العمد والأهالي من خلال ترديد الأهازيج المصحوبة بلعبة المزمار والرقص على الدفوف حيث يمثل المزمار أشهر ألوان الفنون ليس على مستوى جدة فحسب، ولكن على مستوى مدن منطقة مكةالمكرمة بأكملها ناهيك عن كون العيد في الماضي موسماً للقاء الأقارب والإفطار الجماعي بينهم . وأضاف أن أحياء جدة العتيقة تتميز بنشاط الحركة في الشوارع والميادين في موسم العيد والتي لا ينقطع عنها الزوار في مختلف المواسم خاصة حارات المنطقة التاريخية التي تقام فيها الفعاليات والأنشطة الثقافية الهادفة لإحياء التراث الثقافي لجدة وتعريف أبناء الجيل الحالي والزوار بتراث جدة القديمة وبالعادات والتقاليد المعروفة فيها قديماً . ورأى العمدة هشام عمر ابو العينين عمدة حي البغدادية الغربية أن الاحتفال بالعيد في جدة يحمل سمات دينية وروحانية خالدة فهي لا تكتفي بمظاهر البهجة فقط، حيث تتجلى فيها روح التكافل المجتمعي والتسامح الإنساني والسمو الروحي وتتجدد فيها الأواصر الأخوية ومد جسور التعاون والتقدير بين جميع أفراد الأسرة والمجتمع . وأفاد بان مظاهر العيد تحيي الكثير من التقاليد والعادات الأصيلة التي تتميز بها منطقة مكةالمكرمة والتي يمتد بعضها إلى عشرات السنين وما زالت محل احترام وتقدير كبيرين مشيراً إلى أن للعيد قديماً في مدينة جدة بهجة خاصة ومميزة ففيها عادات اندثرت منذ زمن ومنها باقي حتى حالنا اليوم . وقال : حين الإعلان في التلفزيون أو في الإذاعة عن ثبوت هلال العيد، إلا والفرحة تملأ أرجاء البيت ويصبح البيت كالخلية، فتقوم ربة البيت بتنظيف المطبخ والبيت بشكل كامل وذلك بعد شهر من طبخ مالذ وطاب وبعدها يتم عمل الدبيازة «طبق شعبي معروف عند أهل الحجاز يتم عمله في عيد الفطر فقط» وهو عبارة عن مكسرات تحمر مع الزيت ثم يضاف لها قمر الدين والماء والسكر وتطبخ لأكثر من ساعة ويكون مثل المربى إضافة إلى الحلويات المعروفة مثل اللدو واللبنية والهريسة وغيرها . وتحدث العمدة منصور عقيل عمدة حي الصحيفة والعمارية حول احتفالات العيد قديماً بجدة قائلاً : أنه بعد العودة من أداء صلاة العيد بجدة يخرج الأطفال بأجمل ملابسهم فرحين بهذه المناسبة السعيدة ويلعبون في براح جدة المختلفة مثل : برحة المظلوم وبرحة العيدروس وبرحة الشام وغيرها من البراح المعروفة قديما ويمارس أطفال جدة اللعب مبتهجين بالعيد منها لعبة «التدرية» أو «المدريها» وهي لعبة تشبه ألعاب الملاهي الحديثة «المراجيح» إلا أنها كانت تصنع من الخشب ويستمتع بها الأطفال كثيراً لأنها كانت اللعبة الشعبية الوحيدة المتوافرة للأطفال والشباب في ذلك الوقت . واستطرد يقول : كانت هناك بعض الأهازيج الشعبية المصاحبة لاحتفالات العيد إلى جانب الألعاب العبية العبارة عن الألواح الخشبية والأعيقلية والشبرية وألعاب الصناديق بالإضافة إلى بسطات البليلة والحمص والأيسكريم والتي مازال بعضها متواجد حتى الوقت الحالي على الرغم من ملاحقه التكنولوجيا والتطور الحضاري لكل مناحي الحياة . وأضاف أن من مظاهر العيد قديماً والتي تحفل بالكثير من العادات والتقاليد التي ورثت من الآباء والأجداد ولا تزال على حالها هي أن يطوف الأطفال على المنازل معايدين ويرددون عبارات متعارف عليها كقولهم : «أعطونا عيدية .. عاد عليكم» وبالفعل يفوزون بالحلوى والعيدية التي تثلج صدورهم في حين يخرجون الكبار للاستمتاع بممارسة لعبة «المزمار» الشهيرة في منطقة مكةالمكرمة . وأوضح مدير إدارة مشاريع التراث العمراني بالمنطقة التاريخية بجدة المهندس سامي بن صالح نوار أن من ضمن العادات الموروثة في العيد قديماً هي عادة الفطور أول أيام عيد الفطر المبارك ويضم جميع أفراد الأسرة في بيت الجد أو الجدة أو كبير الأسرة بعد صلة العيد حول سفرة واحدة لتناول طعام الإفطار . وأشار إلى أن من أهم الأطباق التي كنا يحرص الأهالي على وجودها في المائدة هي «الدبيازة» التي تتكون من بعض الفواكه الجافة بالإضافة إلى أطباق متعددة ومتنوعة من الأكلات الشعبية إلى جانب «التعتيمة» التي تتكون من حلاوة اللدو واللبنية والهريسة بالإضافة إلى الجبنة بأنواعها والزيتون بأنواعه والمربيات و»الأمبة» للتحديق والحلويات الجميلة مثل اللدو واللبنية والحلقوم وغيرها . وأفاد أن هناك عبارات منها «يا حلاوة العيد يا حلاوة» وغيرها من أهازيج العيد المعروفة التي يصدح بها مديرو الألعاب اليدوية القديمة لاستقطاب الأطفال وحتى الكبار في بعض الأحياء العتيقة بجدة وبالأخص المنطقة التاريخية «قلب جدة» حيث تختلط هذه العبارات مع أصوات احتكاك حديد الألعاب اليدوية وأصوات الدرجات النارية في صورة تربط الأجيال الحالية بماضيهم العريق فهناك أيضاً الفعاليات والألعاب القديمة التي تمنح الكثير من المتعة كالمراجيح المصنوعة من الخشب والحبال والركوب على الأحصنة والجمال . من جهته أوضح أمين عام جمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة المهندس حسن بن محمد الزهراني بأن مناشط مراكز الأحياء في جدة متعددة طوال السنة ،إلا أن للعيد فرحته الخاصة سواء على مستوى المراكز الرجالية أو النسائية مضيفاُ أن لكل مركز حي طابعه الخاص به في التعبير عن فرحة أهله ولكن كلها تصب في زيادة وتقوية الروابط الاجتماعية بينهم . وقال : أن سكان بعض الأحياء تغلب فيها الجاليات المقيمة وبالتالي يكون لهم نصيب في المهرجان حيث يشاركون في أداء بعض الفنون الشعبية الخاصة بهم للابتهاج بالفرحة يتجاوز زوار بعض الفعاليات خمسة آلاف نسمة في ظل التعاون الكبير والمبكر من خلال وضع اللوحات التعريفية بأماكن إقامة تلك المهرجانات بمشاركة عدد من الجهات الحكومية مثل أمانة محافظة جدة ممثلة في بلدياتها الفرعية والدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي . وأضاف أن احتفالات العيد في أحياء جدة القديمة تتضمن أيضاً العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تتنوع بين الثقافية والاجتماعية والترفيهية للصغار والكبار إضافة إلى العروض الفلكلورية والمسرحية وبرامج حافلة للمعايدات تشهد حضوراً كثيفاً لسكان الأحياء من المواطنين والمقيمين في تلك الأحياء خاصة ممن تستهويهم فنون الألعاب النارية بروعتها وجماليتها. وأوضح المواطن محمد بن غالب الشريف أن محافظة جدة تشهد في كل عام احتفالات كبيرة ومتعددة بمناسبة عيد الفطر المبارك وخاصة التي ترتبط بماضيها العريق من خلال سلسلة من البرامج الترفيهية والثقافية لجميع شرائح المجتمع من العائلات والأطفال والشباب والتي يطغى عليها في كل عام الجانب الثقافي والموروث الشعبي في برنامجها الاحتفالي السنوي وذلك من خلال تنظيمها لعدد من الفعاليات الترفيهية والمسرحية والتي تشتمل على ألعاب الفنون الشعبية والمسابقات الترفيهية للأطفال وتقديم عدد من الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال . وشدد على أن أحياء جدة العتيقة مازالت تحتفظ بمكانتها في نفوس قاطني جدة وزائريها والتي تحتضن الفعاليات والبرامج الثقافية والترفيهية التي يشرف عليها الأهالي الذين يربطهم بها الحنين إلى الماضي والتمسك بعاداته وتقاليده ممن يتسابقون على تقديم الألعاب الشعبية والأهازيج والجُمَل الغنائية ، وتشهد حركة دؤوباً منذ صباح أول يوم في العيد وحتى منتصف الليل من الأسر التي تعيش فرحة هذه الأيام. وذكر المواطن إبراهيم صديق أنه يحرص على أن يعيش أبنائه فرحة العيد على طراز الآباء والأجداد رغم تواجد المقومات الحديثة لأنها تذكرهم بالماضي وبساطته حيث تابعون الحياة الاجتماعية التي أثبتت تواجدها كالزيارات وتبادل المعايدات والتواصل بين الجيران وتبادل التهاني في العيد السعيد. وأضاف أن ما يميز استعدادات الأحياء العتيقة للعيد هي تمسكها بالثوب التقليدي في احتفالات العيد وفعالياتها وأنشطتها التراثية المرتبطة بماضي جدة وحياة سكانها قديماً مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة تحتاج إلى الجهود المستمرة لتعريفهم بملامح حياتهم القديمة وما تشتهر به هذه الأحياء التاريخية الضاربة في جذور التاريخ من مهن مظاهر اجتماعية تعبق بروح الحضارة والعراقة التي عاشها سكانها على مدى التاريخ القديم.