للعيد فرحة لا تتكرر كل يوم، ومع انقضاء أيام شهر رمضان المبارك ولياليه، ودخول العشر الأواخر، تبدأ الاستعدادات للعيد، وتطل علينا أيام الفطر المبارك، حاملةً الفرح والسرور، ليبتهج المجتمع بكافة شرائحه، خصوصاً الشباب والصغار الذين ينتظرون هذه المناسبة بكل شوق، حيث اعتادت بعض المدن والمراكز والقرى في المملكة بتحديد الأيام الأخيرة من شهر رمضان للتعبير بالفرحة لاستقبال العيد، ويطلق عليها "التشرط" أو "التحلوي" أو "شرط العيد" وغيرها من الاسماء، ويكون هذا النوع من العادات الفرائحية التي تخص الصغار للتعبير عن فرحتهم، ويصادف هذا اليوم التاسع والعشرين من رمضان، يستعد فيه الأطفال ليفرحوا مع أسرهم وعوائلهم وأصدقائهم وجيرانهم، وكل أبناء حيّهم ومجتمعهم وبلدتهم. ولعل أبناء القرى هم الأكثر فرحاً في هذه المناسبات التي تعد من الموروث الشعبي القديم، فهم يبدؤونها في وقتٍ مبكرٍ بمساعدة أهاليهم وأسرهم، وقد بدأت العديد من المحافظات التجهيز لتنظيم "كرنفالات" بمناسبة قدوم العيد، حيث يبدأ "التحلوي" في العديد من المنازل فور الإعلان عن ليلة العيد، فتتجلى مظاهر الفرح، وتتزين الأحياء بعناقيد الإنارة لتضيء البهجة ليلة الفطر، وتكون الأبواب مشرعةً أمام الجميع، حيث يحرص أفراد كل أسرة على التجمع في مكان واحد للاستمتاع بهذه المناسبات، خصوصاً الأطفال الذين يحرصون على التنقل بين البيوت في الحي ليأخذوا نصيبهم من "القرقيعان" من الهدايا والحلويات المختلفة. وذكر "إبراهيم" أنّ "شرط العيد" بدأ يعود في السنوات الأخيرة كما كان قديماً، مبيناً أنّ الصغار كانوا يجوبون شوارع الأحياء ويرددون "عطوني عيدي، عاده عليكم في حال زينة"، كما أن بعضهم يردد "عطوني عيدي، وإلاّ شقيت جديدي"، ولكنّ تغيّر الاهتمام مؤخراً، ولذلك زيادة النعم عن السابق، فاليوم الصغار يهتمون باللبس والهدايا. ولفت "أبو عبدالله" إلى أنّ الوضع اختلف كثيراً عن الماضي، فقد كان "شرط العيد" عبارة عن "تمر" أو "كليجا" أو "حلاوة الحجاج والمعتمرين" أو "القريض". وقال "محمد العمار": "في كل عام أحضر من أجل الاحتفال مع أهلي، ونكون قد أكملنا استعداداتنا لهذه المناسبه السنوية منذ دخول رمضان، بل بعضهم يستعد قبل ذلك، حيث يحرص الجميع على أن تكون هداياه متنوعه ومميزة، وبعض آخر يهتم في أن تكون شعبية ليربط الأطفال بالماضي، وحتى يكونوا على صلة بتاريخ الأجداد في اللبس أو الأدوات أو الهدايا، وهذا الأمر متعارف عليه، وهناك العديد من العوائل التي تحرص على مثل هذه الهدايا القديمة والجميلة؛ ما يميزهم في كل عام". فيما ثمن كلٌ من "محمد الخراشي" و"محمد أباحسين" جهود لجان التنمية ب "أشيقر" التي تحرص على تسجيل أصحاب المنازل الراغبين بالمشاركة، حيث توزع ملصقات لتحديدهم. أطفال يرتدون الزي الشعبي في يوم «التشرط» منزل إحدى الأسر التي رحبت بالأطفال وقدمت لهم الهدايا لحظات توقف أمام عدسة الكاميرا بعد رحلة البحث عن العيدية تجمع أمام أحد المنازل طلباً للهدية فرحة استقبال العيد تتجلى ظاهرة على محيا الأطفال لحظات الاحتفال تبقى في الذاكرة وتتناقل جيلاً بعد جيل