ما أجمل تلك النظرة ، وما أروع تلك النبرة ، وما أجملها من ملامح عينان ذابحتين كالسيف ، نبرة تحمل هيبة وهدوء لم تشهد له مثيل ، ملامح تحمل كل صفات الرجولة ، يسير بخطاً ثابتة كالأمراء ، واثق من نفسه كثقة قائد فى معركة عظيمة ، لكنه صاحب معركة مع الحياة معركة تمتد طويلة ، تشاهده فى بعض الصور لعل تلك النظرات تهدء من روع قلبها الذى لم يعد يقوى على البعاد كيف لعيون أن تقتل قلب وهو على قيد الحياة تنام وتصحوا على تلك النظرات لا يفارقها طيفه ولو للحظة تحادث الصور طويلاً بكلمات تذيب الحديد شوقاً وحرارة فهى حالمة بلقاء يجمعها بالأمير طويلاً لقاء تتوقف عنده عقارب الساعة فما للحب دليل إلا وكان هو عنوانه ، ما كان للعشق معنى إلا وكان هو كل المعانى ، يحمل من الجمالِ والكمالِ ما لم تشاهد مثله من قبل ، تتأمل عيناه الرائعتين بنظرات حب بل عشق شديد تتمنى لو تصبح يوماً تلك النظرات نظرات على أرض الواقع ، فكيف السبيل لوصل أميرها الذى يسكن بعيداً ، بعيداً جداً ، تباً للأقدار والحب الذى يموت بإسم الظروف ، فهو بعيد عن عيناها وقلبها ويحمل قلباً يخفق لأخرى تلك الجميلة تجلس كل يوم تتأمل صور أميرها وتهمس لقلبها الذى أنهكه حبه " ما أتعس قلبى وأسعده ، فكيف يكون للطريق سعادة داخله وحبيب القلبِ بعيد ، وكيف للتعاسة أن تعرف للقلب عنوان بعد أن إستوطن قلبها حب رجلاً لم ترى له شبيه من الرجال " ! كم هى معادلة صعبة أيها القدر ، تجلس كل يوم أمام صور معشوقها تحدثه بالساعات عن أشياء تتمنى لو أنهم يتشاركا بها ولكنها كل ليلة تنظر لأحد الصور التى يظهر فيها وهو ينظر نظرة ملك واثق من نفسه ومن عيناه الذابحتينّ وتتأملها كثيراً لتحدثه عن أنها لم تعرف للحسد عنوان إلا عندما عرف قلبها حبه فهى لم تحسد فى حياتها إلا ثلاث نساء ، مرأة أنجبته للحياة ، إمرأة تزوجها لتنعم بأحضانه وحبه المجنون الذى يختفى خلف تلك الملامح الحادة الجادة ، فتاة تحمل إسمه يناديها المجتمع طفلته فهؤلاء النساء وحدهن من إستوطن قلب الأمير فأى حظٍ سيتمنون بعده . . .