حظها العاثر جعل منها أنثى بملامح غربية وعيون شرقية ، هى إمرأة عربية تحمل من الصفات أجملها ومن الحُسنِ أكمله أحبته دون تفكير ، أثرها بكلماته المعسولة وحديثه المغلف بالكلمات الراقية التى وقعت على مسامعها كالسحر ، إهتمت بوسامته ونسيت صفاته ، إلتفت لأناقته ونسيت أخلاقه ، ظناً منها أن أخلاقه تشبه وسامته ، عاشت معه قصة حب مفعمة بالحياة حتى تبدلت ملامح الأنثى ذات الملامح الغربية إلى شقراء بعيون عربية ، فما لنا نحن العرب سوى الحزن نصدره ونوزعه بالأطنان بكل سماح ومباركه لم يكتفى بتسديد الطعنات لقلبها الذى حمل حبه ذات يوم بل تزوج بأخرى تاركاً وراءه إمرأة تتألم غير مكترث بما أصابها من بعده ، لا تحزنى جميلتى فالرجل الشرقى هو الرجل وأنتى "إمرأة" ، لا يتبدل إلا فى حال رغبته فى اللحاق بقلبك حتى يتملكه ثم يتركك باكيةً حزينة تناشدين أغصان الأشجار التى هجرتها الطيور وبدلتها رياح الخريف ما أتعس الجميلات فى الدنيا فهن لم ينعمن بقصة حبٍ أسطورية تتوج بها أميرة داخل قلب أميرها لكنه عربىٌ يا سيدتى فلن يبكى إلا على نفسه ، ثقافة الحب لم يدرسها العرب بعد فهى ثقافة تتخطى كل الأحاسيس التى نعيشها فى مجتمعاتنا التى مزقتها العنصرية والصراعات مع الأحداث التى تدور بمجتمعاتنا الأن ما أصبح للحب مكان فالورود تبدلت بالرصاص ، لم يصبح للأقلام ألوان سوىّ الأسود ، ذاك اللون الذى أصبح سمه من سمات الحياة للعرب فى ظل الصراعات والنزاعات ولون الدم الأحمر الذى لا يتبدل أبداً بالأبيض ما أتعس أن تحبى رجلاً تجرع من الألم أقصاه ، فهو لم يعد قادر على العطاء إلا فى الحزن سيجعلكِ تتجرعى من الحزن ما يملئ قلبك ، سيبدل تلك الملامح التى تشبه الزهرة حين تتفتح لملامح إمرأة عجوز لا تقوى على رؤية بصيص الأمل فى أخر الطريق كم شقراء بعيون عربية حزينة تعيش بمجتمعنا ، فبقدر الجمال تأتى التعاسة محملة ومكللة بتاج البؤس ، تلك الشقراء وغيرها الكثيرات يتجرعن يومياً كأس الحزن فهى صاحبة ملامح تشبه الملائكة لكن بعيون إمرأة عربية