أشار بعض الخبراء إلى أن زواج الرجل من الثانية يمنحه حياة سعيدة وطول فى العمر ، ولكن بالنزول إلى أرض الواقع نجد أن الزوجة الأولى تعترض على تلك النظرية جملة وتفصيلاً فالمرأة تتوقع عند زواجها أن الله أعطاها هِبه لها وحدها فقط ولا يحق لأى أحد مشاركتها بها فى الوقت الذى يزهد الرجل من تلك الحياة التى تطغى عليها الأنانية والرتابة بسبب تكرار الكلمات والأحداث لتتحول الحياة الزوجية إلى دائرة مغلقة لا خروج منها ، فنجد أنفسنا أمام أمرين ، الأول أن المرأة "تحتكر" الرجل حتى وإن كان يعيش حياة بائسة بجوارها ولا تهتم لهذا الشعور فهى بكل الأحوال مستقرة فى حياتها الزوجية أمام الأخرين لديها ما يغطى نفقاتها ونفقات أطفالها ويلبى لها متطلباتها والثانى نجد أنفسنا أمام رجل بائس مغلوب على أمره أحياناً أو رجل ذهب ليبحث عن سعادة غائبة عنه كثيراً وإستطاع بها مواجهة المجتمع أو رجل خرج للبحث عن متعة محرمة أو الأخير الذى يكون مضطر إلى كتمان ما حلله الله له وكأنه يقوم بمنكر هناك زاوية ثالثة للأمر لا ينظر إليها الكثيرين وهى الدين ، لا يستطيع أحد إنكار أن المرأة تستطيع تقبل فكرة خيانة زوجها لها لا زواجه عليها وهنا خرج إطار الحياة الزوجية إلى منحنى خطير وهو غياب الوازع الدينى بالأسرة فكيف لزوجة لمجرد أن تحتفظ بزوجها تقبل أن يعصى الله ولا تعترف بحقه فى الزواج من أخرى أن تصبح أم صالحة ؟؟ الإحساس بالحب أو المساعى التى تقوم بها المرأة للحفاظ على إستقرار الأسرة حتى إن لم يوجد الحب يجب أن لا تفوق حب الله ، هل إلى هذه الدرجة أصبح إيماننا بالله هش وضعيف ؟؟ فأنا أتعجب وتصيبنى الدهشة كثيراً من المرأة التى على أتم إستعداد للتبرير وإيجاد الأعذار للخيانة ولكن لا تعترف بحق الزوج فى الزواج من أخرى والعصمة من الخطأ والوقوع فى الحرام هناك الكثير من الرجال يرفضون تقبل الحرام حتى إن كان إمتاع لأنفسهم وتعويض لرغباتهم فيلجأ للزواج من أخرى فى السر لتصبح الزوجة الثانية المرأة التى فى الظل يقابلها فى الخفاء يحدثها بصوت خافت يخشى أن يلتقيا فى أحد الأماكن العامة وكأنها تقوم بعمل مخزى يجلب لها وللرجل العار والخجل بينما هو أحد الحقوق التى شرعها الله ولكن الأنانية المُفرطة التى تتمتع بها الزوجات وحب الدنيا والتمسك بكل شيئ بها يغلب على الإعتراف بما لنا وعلينا من تعاليم ديننا الحنيف السطوة التى تقوم بها الزوجة الأولى والضغط الذى تعرض الرجل له إما بسبب الأطفال أو الحقوق يجعله يلجأ للخيانة وهو مغلوب على أمره فإن نسيت أو تناست الزوجة حقوق الرجل فى الزواج من أخرى يجب أن لا تنسى أو تغفل أن الحب لا يُطلب ولا يؤخذ بالقوة فالمشاعر لا يمكن شراؤها بأى ثمن لذلك يجب أن لا تنسى أن الإنسان بلا كرامة كإنسان بلا حياة من الأساس كما أنها يجب أن تدرك أن الإستحواذ الذى قامت به تجاه الرجل وما صحبه من إهمال له ولمتطلباته وعدم إحاطته بالرعاية والإهتمام كما تفعل مع أبنائها جعله يفكر فى الزواج من إمرأة أخرى تحبه وتشعره بالحب ولا يعنى ذلك نهاية الحياة بالنسبة للزوجة الأولى ففى كثير من الأحيان يكون الهدف من الزواج من أخرى هو الراحة والتواجد فى جو أسرى مريح بعيداً عن الإتهام بهدم الأسرة أو إهمال الأبناء والزوجة ذلك الإتهام الذى تظل الزوجة الأولى توجهه للرجل حتى تكسب التعاطف والدعم بل ويصل الأمر بإتهام المرأة الرجل بخيانتها لأنه تزوج بأخرى وهو فى الأساس حق شرعى للرجل وتتغافل تماماً أن الخيانة الحقيقية هى ما تقبلتها بنفسٍ راضية حتى وإن كان بها عصيان لله فقط للإحتفاظ بالزوج !!