سعود الجهني الخيانة الزوجية هي عدم الوفاء والإخلاص مع الزوج أو الزوجة، لا يقتصر مفهومها على الخيانة الجنسية فحسب، بل تكون بخيانة المشاعر والنظر إلى الغير والتعلق بالغير ومحادثة الغير ومشاهدة المحرمات والإعجاب والانشغال العاطفي والفكري بغير الزوج أو الزوجة، وكل ما سبق يندرج تحت أنواع الخيانة الزوجية، وأن أحد الزوجين ربما يحتمل أي خطأ يقع فيه شريك حياته إلا الخيانة، فهي خطأ لا يغتفر كالخنجر المسموم يطعن به أحد الزوجين زوجه وينزف جرحا لا يمكن أن توقفه أو تمحوه السنون، فالخيانة أخطر ما يهدد الحياة الزوجية واستقرارها، وبالتالي تهدم البيت الأسري من ناحية وتؤثر نفسيا في الطرف الآخر المجني عليه من جهة أخرى. إن الخيانة الزوجية لا يمكن أن تحدث دون وجود طرفين رجل وامرأة خانا الحب والوفاء، وما أقصده هنا هو طرف ثالث، فالزوج الخائن يقابله على الطرف الآخر امرأة خائنة غير زوجته والعكس صحيح، لكني أرى أن هناك أسبابا منها ما يتعلق بالزوج ومنها ما يتعلق بالزوجة، قد تؤدي إلى احتمال حدوث خيانة زوجية في حال عدم الوقوف عندها والعمل على تصحيحها وتجاوزها وبالتالي تداركها قبل فوات الأوان: 1 الاختلاط المحرم والتساهل في تعاليم الحجاب الدينية سواء مع الأقارب أو الأصدقاء، حتى السواقين أو الخدم، وعدم غض البصر والنظر إلى المحرمات ومشاهدة الفضائيات المنفتحة، وأمام كل هذه الشهوات والفتن لم يبق أمام الرجل إلا أن يزوغ عن دينه فتحدث الخيانة أو يسلك مسلك الشرع وهو التعدد وهذا ما تكرهه النساء، فأغلبية النساء يفضلن الخيانة العابرة على زوجة ثانية دائمة. 2 الخلوة المحرمة سواء في المنزل أو العمل أو السيارة مدعاة للشيطان، والأحاديث في ذلك معروفة. 3 انشغال أحد الزوجين عن الآخر وإهماله وعدم الاهتمام به وإشباعه حنانا وعاطفة. 4 الرفقة السيئة سواء للرجل أو المرأة قد تقود إلى الخيانة أو تزينها. 5 ضعف شخصية أحد الزوجين واهتزازها يغري الطرف الآخر بالخيانة. 6 وجود عيب لدى أحد الزوجين أيا كان نوعه وتعمد إخفائه عن الطرف الآخر قبل الزواج. 7 إجبار أحد الزوجين على الزواج من الآخر بحكم بعض العادات والتقاليد قد يوقع في الخيانة. 8 عدم التوافق الجنسي وتجاهل الزوجة رغبات زوجها الجنسية، خصوصا بعد مرور سنوات على الزواج أو كان لدى الرجل عوامل فسيولوجية تزيد من طاقته الجنسية وجهل المرأة بالتعامل معها و رفضها يؤدي إلى الخيانة الزوجية الجنسية وهي أخطر أنواع الخيانات الزوجية، وهذا السبب يبرره الرجال لخياناتهم من باب تحميل الطرف الآخر المسؤولية، على الرغم من أن هذا لا يعطيه الحق في الخيانة والوقوع في الحرام، ففي هذه الحالة الشرع يسمح له بزوجة أخرى لتحقيق رغباته التي عجزت عنها زوجته من وجهة نظره وليس الحل في الخيانة. 9 إهمال الزوجة نفسها وجمالها وانشغالها مع الأطفال دون التنسيق بين متطلباتها كزوجة تجاه حقوق زوجها وبين كونها أما تجاه أطفالها، فيظهر الملل عند الزوج فيبحث عن العاطفة والاهتمام والتجديد. 10 كثرة الخلافات الزوجية وانعدام السعادة بين الزوجين مدعاة للبحث عنها مع شريك آخر. هذه أهم الأسباب من وجهة نظري التي تكون سببا للوقوع في الخيانة، مع أني أؤكد لجميع القراء أن ذكري لها ليس من باب التبرير لحدوثها، فهناك سبب رئيسي وهو ضعف الوازع الديني وعدم مخافة الله في السر والعلن، فمهما كانت الأسباب لا يمكن أن تحدث الخيانة من شخص يخاف الله في دينه وبيته، سواء كان رجلا أو امرأة، لكني أكاد أجزم من وجهة نظري أن الرجال أكثر خيانة من النساء بكثير من باب النسبة والتناسب، وهم أكثر ميلا من النساء لإقامة علاقات متعددة وظلم الزوجات في مشاعرهن، وتعظم الخيانة في نظر الزوجة، يا أيها الزوج، عندما تعطيك كل ما تريد وتبذل لك كل الحب والمودة والعاطفة والحنان، لتقابلها في النهاية بذلك الخنجر المسموم مطعونا فيها، فهل تقبل أن يحدث لك ذلك، لو بذلت لها كل غال ونفيس وجازتك بالخيانة؟ لذلك عامل زوجتك بما تحب أن تعاملك به، فالجزاء من جنس العمل، لذلك علينا جميعا رجالا ونساء اللجوء الصادق إلى الله عز وجل والتضرع إليه والدعاء بأن يجنبنا فتن الشيطان والابتعاد عن كل ما يدعونا إلى التعلق بالمحرمات سواء من محادثات هاتفية أو اتصالات عنكبوتية أو قنوات إعلامية فاضحة، فكل هذا يقذف في قلوبنا المحرمات ونزوات الشيطان، لذلك أقول لكم أيها الرجال رفقا رفقا رفقا بالقوارير.