جاء في القرآن الكريم قولة تعالى : "والعصر إن الإنسان لفي خسر", لذلك رأيت أن نجري حواراً لتنمية الإدارة والإنسان الإداري المعني بقضايا تطوير الإدارة قبل غيرة.لأن ذلك الحوار يحدد المسار نحو المستقبل الإداري,وسوف نجرى الحوار بين الإنسان والزمان ودورهما في تطوير الإدارة. هذا حوار سيكون حول فكر جديد في الإدارة ودورهما في التنمية ودائما نسمع في هذه الحوارات عن أساليب إدارية مثل: إدارة بالأزمات وإدارة بالأهداف,وأخيرا وليس آخرا الإدارة المرحة (الإدارة بالابتسامة). كل هذه الأساليب تهدف إلى إعداد القادة الإداريين وتأهيلهم لتحمل المسئولية التنموية وتقرير قدرتهم على تلبية أهداف ومقاصد المواطن المشروعة في مواقع الإنتاج أو المؤسسات الخدمية ذات الاتصال المباشر بمصالح المواطن . إن الأخذ بهذا الأسلوب الجديد الذى انبثق من حوارات العصر في الإدارة,فإن (الإدارة المرحة) تسعى الى اعداد الكوادر القيادية المتوسطة من حيث كيفية اختيار من تتوافر فيهم الأسس المهمة لمواصفات الشخصية القيادية الإدارية . لذلك أرى أنه اذا امتلك مدير الجهاز الحكومى الشعور بالمعاملة المرحة الهادئة لتقديم خدمات متميزه للمراجع والانطلاق بعيدا عن الجو المشحون بالتربص والبيانات والتعاميم أن يحول مكاتب إدارته الى روضة جميلة . وفى إطار هذا النموذج الإداري الجديد (الإدارة المرحة) , يمكن القول إن إقامة الجو الجماعي هو انعكاس نا جح من مدير وموظفين على مختلف درجاتهم لكى يأتي فى النهاية تعبيراً عن الاتصال بالواقع التنموي وليس مجرد إصدار قررات عشوائية دون مشاركة الجهاز الإداري وفروعه في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وفى اعتقادي فإن نجاح هذا الأسلوب الإداري في مرحلة الانطلاق التنموي لابد من توافر المبادئ الأساسية التالية: البعد الإنساني للعلاقة الحسنة بين المدير وموظفيه للخروج من اطار المدير الآمر الناهى وذلك بنشر مبادئ المعاملة الحسنة مع الموظفين من جانب ومع المراجعين من جانب آخر, إعادة صياغة الثوابت الإدارية بقليل من المرح والدعة للحصول على فريق عمل متناغم ومرتفع الأداء من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية التنموية بعيدا عن لغة إطلاق بالونات الأوهام أو استخدام روشتات الحلول المسكنة والوعود المخدرة التى تميز بها أباطرة البيروقراطية الجامدة. لذلك أظن انه لا خلاف على أن التفاعل مع التنمية الشاملة وإقناع المواطنين بذلك قبل اجبارهم عليها هو فى البداية والنهاية مسألة إدارة ناجحة مرحه.لذلك فإن متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة تحتاج إلى إدارة مرحة ناجحة وهى علم وفن وليس مجرد إصدار أنظمة على ورق لا تقرأ. من هنا نقول إن حوارات العصر عن الإدارة تأكد أن نجاح التنمية الشاملة والمستدامة يصبح حقيقه لو تم بناء الإدارة الجديدة لتقديم المثل والقدوة ولا تتباهى بقدرتها على الاستثناء وتجاهل القوانين ,لذلك بات محتما ان نعي أن لغة التنمية الشاملة والمستدامة هي الإدارة الفاعلة التي تعكسها الإدارة المرحة المرتكزة على النظام وهو لب وجوهر التنمية الشاملة والمستدامة الناجحة لتعبر بنا إلى شاطئ الأهداف والمقاصد المرجوة للمملكة. مرتبط