هذا فكر جديد في الادارة ودورها في التنمية، ودائما نسمع عن أساليب ادارية مثل: ادارة بالازمات وادارة بالأهداف وأخيراً وليس آخراً، الادارة المرحة (الادارة بالابتسامة) كل هذه الاساليب تهدف إلى إعداد القادة الاداريين وتأهيلهم لتحمل المسؤولية التنموية وتعزيز قدرتهم على تلبية أهداف ومقاصد المواطنين المشروعه سواء في مواقع الانتاج أو المؤسسات الخدمية ذات الاتصال المباشر بمصالح المواطنين. إن الأخذ بهذا الأسلوب الجديد (الادارة المرحة) نسعى به إلى اعداد وتأهيل الكوادر القيادية المتوسطة من حيث كيفية اختيار من تتوافر فيهم الاسس المهمة لمواصفات الشخصية القيادية الإدارية ، لذلك أرى أنه إذا امتلك مدير الجهاز الحكومي الشعور بالمعاملة المرحة الهادفة لتقديم خدمات متميزة للمراجع والانطلاق بعيداً عن الجو الاداري المشحون بالترصد والبيانات الفعلية والتعاميم يستطيع أن يحول مكاتب ادارته إلى روضة جميلة والعمل فيها. وفي اطار هذا النموذج الاداري الجديد (الادارة المرحة) يمكن القول إن اقامة الجو الجماعي في الادارة هو انعكاس ناجح من مدير وموظفين على مختلف رتبهم لكي يأتي في النهاية تعبيراً عن الاتصال بالواقع التنموي وليس مجرد اصدار قرارات عشوائية دون مشاركة الجهاز الاداري وفروعه في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة. وفي اعتقادي فإن نجاح هذا الأسلوب الاداري في مرحلة الانطلاق التنموي في بلادنا لابد من توافر المباديء الاساسية التالية: البعد الانساني للعلاقة الحسنة بين المدير وموظفيه ، الخروج من اطار المدير الآمر الناهي وذلك بنشر مبادىء المعاملة الحسنة مع الموظفين من جانب ومع المراجعين من جانب آخر ، اعادة صياغة القوالب الادارية بقليل من المرح والدعة للحصول على فرق عمل متناغمة ومرتفعة الأداء من أجل تحقيق الاستراتيجية التنموية بعيداً عن لعنة اطلاق بالونات الاوهام أو استخدام روشتات الحلول المسكنة والوعود المخدرة التي تميز بها اباطرة البيروقراطية الجامدة.