أصبح التعدد في زمننا هذا جريمة لا تغتفر، ومصيبة لا تنحسر، وجرح لا يندمل!! أصبح الزواج من أخرى سابقة ونقطة سوداء!! لكن في قاموس من ؟!! وفي مصطلح من ؟!! في فكر وأفكار ومعتقد الزوجة الأولى !! التعدد كان في زمن الأولين من آبائنا وأجدادنا حق شرعي، ومكتسب شخصي، وجانب حقوقي!! ولذلك شرعه الشارع الحكيم سبحانه بقوله تعالى: ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذلِكَ أَدْنَىأَلَّا تَعُولُوا (3) سورة النساء. ولأن قلب الرجل يمكنه احتواء أربعة قلوب، شرعه الله له، ولأن القوامة بيد الرجل شرعه الله له، ولأن العدل المرتبط بالعقل يمكن أن يكون من صفات الرجولة عكس الغيرة والعاطفة الشديدة المرتبطة بالمرأة، كل ذلك نجده مبررا للتعدد!! مع عدم إغفال الشرط الشرعي، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة !! والرجل أعرف بنفسه !! طبعاً هذا التوجه وذلك الاتجاه يحكمه أشياء، تعتبر محددات لهذه القضية ونجاحها!! وأولها العدل، ومايلحقه من قدرة جسمية ونفسية ومالية !! لاحظت أن كثيراً من الرجال يتوجه للزواج الثاني لأسباب واهية للأسف!! وقد تكون ظالمة ومنها؛ تأديب الأولى، أو إصلاح لها، وقد يكون هذا الشيء لفترة زمنية محددة!! فما ذنب الثانية، أن تكون كبش فداء!! أو حقل تجارب لتلك النزوات أو القرارات غير المدروسة !! أعيد وأقول: التعدد حق شرعي للرجل، لمن كان في نيته الديمومة والاستمرارية، والعدل والانصاف، والابتعاد عن الظلم، فهذا أمر مرغوب ومندوب إليه!! وكم من زوجة بمجرد موت زوجها، والخروج من عدتها تزوجت سريعاً، فأين تلك العاطفة والإخلاص والمحبة لذلك الزوج – رحمه الله !! إذن التعداد في زمننا هذا مطلب، واعتبره من كمال الرجولة بل وزيادة في مستوى الجانب الديني قبل الدنيوي !! يامعشر الرجال، إن الزواج من متع الحياة الدنيا والآخرة، فهو إسعاد للنفس، وراحة للقلب، وتنشيط للعقل، ونشاط للجسم، وهناءٌ للنفس!! بشرط العدل، والاعتدال، والبعد عن الظلم !! فلا يجعلك زواجك الثاني ينسيك أهلك أو أولادك أو بيتك الأول، بل احرص على العدل والمساواة وستعيش في سعادة لا يعادلها سعادة !! أنا من هذا المنبر لا أشجع على التعدد لمجرد التعدد!! لأن التعدد ليس شرطاً أن يكون ناجحاً، لكن إذا صلحت النية صلح العمل، وبارك الله فيه مع الأخذ بالقاعدة الأساسية ( للضرورة أحكام)!! وفقنا الله وإياكم للصالح من القول والعمل، وأن يبارك لنا في ذرياتنا وأزواجنا.. إنه سميع مجيب .. [email protected] [email protected] مرتبط