عندما تتناول الأقلام الكتابة عن الوطن تقف حائرة بماذا تخط العبارات هل تخطها بحبر لا يمحوه مرور الزمن أو سكونه، أم بدم لا معنى للوريد بدونه . إن الوطن أعظم نعمة تقترن بالأمن والطمأنينة للنفس البشرية السوية التي خُلقت من أجل عبادة الله عز وجل وعمارة أرضه سبحانه وتعالى، تلك النفس هي من تسمو بصاحبها نحو الرقي وهي نفسها أيضا التي تأمره بالسوء وتُسكن في أعماقه الأحقاد . ولن تستغرب قدرة الخير الفائقة في التغلب على الجماعات المريضة التي تخطط للدمار وتسعى إلى الفساد وتبحث عن الخراب . فئة الشر وأعوان الشيطان ابتعدوا عن طريق الصواب، وخلطوا بين الدين ومعتقدات الخبثاء يخدمون مصالحهم بالتطرف ويستخدمون العنف من أجل الوصول إلى مأربهم.. فكيف بنا حين نتحدث عن بقعة النور في وطننا الحبيب مكةالمكرمة البلد الأمين موطن القداسة وقبلة المسلمين مهبط الوحي وحرم المؤمنين أرض السلام والأمن والأمان وراحة الساكنين.. ليس هناك أعظم من فخر يكسو هامتنا وعز يكرم رايتنا وحمدا نشكر فيه ربنا لما منحه لنا من شرف حماية بيته الحرام فقد اعترضت قوات الدفاع السعودي صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون باتجاه مكةالمكرمة .. فكلما ازداد التعرض للأخطار ازداد يقين بواسلنا بأن النصر من عند الله وأن الاستقرار ثمنه بذل النفيس والغالي وأن حب الوطن يعني التفاني العالي وأن خوض التحديات شرف يعتز به المواطن وأن كلمة التوحيد تحميهم من الخوف من التهديد ويبقى الدفاع عن بيت الله الحرام واجب وطني يُشرق في ميدان الفخر والاعتزاز .. ويسجل التاريخ أن جهود المملكة العربية السعودية في التحالف ضد الإرهاب والهمجية البشرية لم تقف عند حد المشاركة في العديد من الاجتماعات على المستوى الإقليمي من أجل دراسة الأوضاع وصياغة الحلول بل أمتد دورها إلى البحث عن سبل المشاركة والتعاون في الحماية الفعلية لأمننا وأمن الدول المجاورة لنا .. رسالة شكر وتقدير وامتنان إلى أولئك المخلصين الذين يحملون وسام التضحية على أكتافهم، قلوبهم تنبض دفاعا عن البلاد، وأنظارهم تخترق مسافات ظلام الليل، يسهرون على راحتنا ويحمون حدودنا ولا يقبلون المساس بكرامتنا، يفدون الوطن بأرواحهم،ولا يسمحون بالعبث في حبات الرمال أو قطرات البحار أو ذرات هواء بلادنا . فالوطن أثمن ما يمتلكه المواطن الصالح ولا يخفى عن العالم بأسره أننا في مملكتنا الحبيبة بنيان مرصوص أمام أي تهديد يحاول المساس بأمن بلادنا واستقرارنا، ونحن على يقين تام إن نصر الله قريب لأصحاب الراية والتوحيد.. مهما تعالت أصوات الحاقدين وتكاثرت أهدافهم و حسدهم الدفين وتفاقم الغيظ المكظوم في أنفسهم المريضة الذي يحرك البُغض والضغينة المثيرة للغضب وتُفقدهم ركيزة أساسية من ركائز الأخلاق الدينية حيث الهدم والانتقام والظلم والعدوان . عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء». نحن أبناء أطهر بقاع الأرض حين يصل إلينا ما لا يليق بنا السلاح هو ردنا وبالله توفيقنا وعليه توكلنا .. وعندما يكون رد الله فهو أعظم للبيت رب يحميه قال تعالى{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)} سورة الفيل [email protected]