التعرض للحرمين الشريفين بإطلاق الصواريخ البالستية من قبل جماعة الحوثي وصالح الذين انقلبوا على السلطة الشرعية في اليمن، جريمة عظيمة وموبقة كبيرة تدل على نفوس خبيثة ولئيمة امتلأت حقدا وغلا وظلما وعدوانا على المسلمين باستهداف قبلتهم وأعظم مقدساتهم وتهديد أمنها، وهي دلالة على هدف أعداء الأمة الصفويين المجوس من زرع هذه النبتة الخبيثة في اليمن من جماعة الحوثي وصالح ومن معه وأنه لزعزعة أمن بلاد الحرمين الشريفين وترويع قاطنيها وقاصديها، ومَنْ همَّ أن يستحل حرمة مكةالمكرمة أذاقه الله العذاب الأليم وإن لم يفعل قال تعالى: ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). قال ابن مسعود: ولو كان بِعَدَن!، وقال ابن القيم رحمه الله: (وليس المقصود هنا المسجد الحرام فقط، بل الحرم كله)، فعاقبة كل معتدٍ على الحرمين الشريفين هي الخسران المبين والدمار والبوار، والتاريخ يشهد بأنه ما من معتد على الأراضي المقدسة إلا واستأصلت شأفته وكان عبرة وعظة للمعتبرين، كما جعل الله كيد أبرهة الأشرم في تضليل كما في سورة الفيل: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)، وهكذا كل من همّ بالبيت سوءًا أو كيدا من حفدة هذا الأشرم من الشراذم فالله قاصمه لا محالة وهو حسيبه وطليبه.. وهذه التصرفات العبثية لا تصدر عن صاحب مبدأ أو مدافع عن قضية، بل تنم عن انحطاط خلق وخفة عقل وضعف ديانة وتأصل العدوان والظلم عند هؤلاء اللصوص الأوباش، وعمل جبان ومغامرة فاشلة ودلالة إفلاس ورفسة الموت لهم ولمن والاهم بإذن الله. وماحصل ويحصل في اليمن والحد الجنوبي للمملكة ومحاولات قصف المدن والأماكن المقدسة يكشف زيف شعاراتهم فأقوالهم: الموت لأمريكا ولإسرائيل وأفعالهم : الصاروخ لمكة قبلة المسلمين !.. إن أمن بلاد الحرمين الشريفين خط أحمر لا يمكن تجاوزه بحال، ودونه تبذل المهج والأموال ونحن نقول للحوثي ومن معه إلاّ مكة إلاّ الحرم ..! وإذا وصل الأمر لذلك فصدورنا لمكة مجنّ ووقاء .. وكل يوم تزداد القناعة ويترسخ اليقين ولله الحمد أن عاصفة الحزم التي يقودها الملك سلمان - أيده الله - بمشاركة قوات التحالف العربي الإسلامي كانت ضرورة وخطوة في وقتها لحماية الأرض والعرض والمقدسات وإنقاذ اليمن من براثن الصفوية. إن هذه التصرفات الحوثية الشنيعة لن تفت من عزائم جنودنا البواسل وأبطالنا الأشاوس، بل ستزيدهم إصرارا وثباتا في الذود عن حمى الدين والوطن والدفاع عن أمن بلاد التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية ومواطنيها والمقيمين فيها، بات واجبا على الجميع وبالذات علماء الأمة ودعاتها ومفكريها بيان فساد هذه الزمرة والحثالة وخطرها على العرب والمسلمين بشتى الطرق والوسائل. حفظ الله بلاد الحرمين وسائر بلاد المسلمين وردّ الله كيد الباغي في نحره، ودفع عنا شر الأشرار وكيد الفجار وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين وحفظ لنا عقيدتنا ومقدساتنا وقيادتنا وأمننا من كل سوء ومكروه .