عبدالفتاح أبومدين -1- قرأت في المجلة العربية وهذه المجلة تعنى بالثقافة، وذلك بالعدد"454″الصادر بتاريخ شهر شوال 1435ه مقالاً للأستاذ محمد أبو الوفاء، وفي صفحة الغلاف، كان العنوان"المثقف عدو المرأة"! وفي الصفحة التي نشر فيها الموضوع نقرأ" المثقفون أعداء المرأة من أرسطوفان إلى أنيس منصور! وقرأت في كتاب من سلسلة "اقرأ" المصرية كتاباً للدكتور"محمد الدسوقي"عنوانه"مع العميد في ذكراه بمناسبة مرور أربعين عاماً على وفاة طه حسين! رقم عدد"اقرأ" أكتوبر 1973م قرأت في كتاب الدكتور محمد الدسوقي صفحة"20″، قول المؤلف:"وقرأت للعميد يوماً خبراً في صحيفة الزواج ومشكلاته في بعض دول العالم فقال أي العميد: كان مذهبي هو مذهب أبي العلاء في العزوف عن الزواج، قلت:لماذا أخذت بهذا المذهب؟ قال:لأني مثل أبي العلاء في العاهة، ولأني أحببته وكتبت عنه رسالتي للدكتوراه، قلت زوجتكم يبدو كانت السبب في عزوفكم عن مذهب أبي العلاء، فطلبت منها الزواج فاستشارت بعض أهلها، فأشاروا عليها بعدم الزواج، لأني أجنبي وكفيف، ولكنها لم تأخذ بمشورتهم، قلت: لو كان قدر لكم الزواج بامرأة أخرى فهل كان سيؤثر عليكم؟ قال بالطبع لقد قرأت لي زوجتي الأدب الكلاسيكي الفرنسي، وعاونتني في دراسة اللغة اللاتينية، وفتحت أمامي آفاقا فكرية ، وأثرت في ثقافتي وأدبي تأثيرا واضحاً! أعود إلى حديث "العداء للمرأة المنشور في المجلة العربية، وقد بدأت القول في الحلقة الماضية، التي شغلت أكثرها في المقال الأول من قضية بعض الرجال لعداوة المرأة! وأكبر الظن أن هذه العداوة ربما كان مصدرها "الغرب"، أما العرب فأكبر الظن فقلة لا يعنى بأفكار وآراء أولئك القلة التي لا يعوّل عليها حتى لو كانت أفكارهم المعرفية متعددة، وهذه القلة تأثرت بالغرب قلوا أو كثروا أعني الغربيين والعرب! ولا غرابة أن يكون هؤلاء من طراز المثقفين، فهذه حال لا يقاس عليها!