أ. د. بكر بن عمر العمري لعبت الأقمار الصناعية والمحطات التليفزيونية ووكالات الانباء دوراً غير عادي في مأساة الطفل عمران وغيره من ابناء حلب في جميع تقارير كل من منظمة حقوق الانسان لتؤكد لجرائم الحرب ان الذي يجري ويرتكب على الاراضي السورية انما هي جريمة مع سبق الإصرار والترصد تسانده وتشجعه على ارتكاب هذه الجرائم ضد الانسانية بالتأييد الكامل من قبل روسيا. فتريق الدم السوري الذي يسيل ويغرق الاراضي السورية لم يحرك ساكناً في عقول وضمائر الكرملين بل انها وصفته عملا ارهابيا من الخارج وليس من قبل النظام السوري مما اشبه الليلة بالبارحة؟ وليس هناك تفسير لما بها من تناقض في الاقوال والتصريحات التي يطلقها المسؤولون الروس سوى ان صانع القرار الروسي مازال اسيراً لاجواء الحيرة والتردد تجاه تطلعات الشعب السوري وتطلعات تجاه تقرير مصيره وذلك لان روسيا مريضة بالشيشان. لذلك فروسيا تريدها شيشانية في سوريا. ان تصاريح موسكو المستمرة والمتعددة منذ اندلاع الازمة السورية ونشوبها الانانية .. هي صفة ممقوته – لا تتفق وصحيح الدين والخلق الكريم، فاستشهاد أبرياء تزهق وتتغاضى عن دماء تهدر بلا ذنب ارتكبها اصحابها كما عكسته حالة الطفل عمران.. ولكن موسكو تؤيده وتساعده لان حرب الشيشان تمثل صراعاً بلا نهاية يدور في ذهن ساسة الكرملين لدرجة اصبحت روسيا مريضة بالشيشان وتريد تصديرها الى سوريا. وتاريخياً ان حرب الشيشان انتهت ولكن لا يبدو في الافق نهاية محتملة لها. وفي ضوء حساب الارباح والخسائر لتورط روسيا في مستنقع الشيشان، يمكن القول انه لا يمكن لموسكو ان تجعل سوريا نسخة لتجربتها الشيشانية 75 / 122 / 21332 لان الدخول الروسي في ادارة الازمة السورية كما فعلت في الازمة الشيشانية هو دخول في الممنوع. النار تحرق سوريا.. وموسكو لا تتعلم من تجربتها الشيشانية، إن الثمن الفادح الذي يدفعه الشعب السوري المناضل هو النصر في النهاية فالروس للأسف أنهم لا يقرأون التاريخ، فالحرية لن تموت وليس بمقدور موسكو خصوصاً اذا كانت في حجم بشاعة ودناءة جريمة القتل التي يقوم بها نظام الاسد بمؤازرة موسكو. الى أي مدى سوف تواصل موسكو بموقفها من جرائم الاسد ضد الانسانية غامضة عينها عن القتلى والجرحى المتزايد عددهم ان التحرك الروسي قد أسهم بنصيب كبير في صناعة الازمة السورية – بأكثر من معنى وفي اكثر من لحظة تاريخية – بعد التجربة الشيشانية أن تحولت موسكو الى محاولة جاهدة لنقل التجربة الشيشانية الى سوريا لكي نقول للعالم لكي نقول للعالم اسهاماتها في التجربة الشيشانية التي كان مبنياً على حماية الشعب الشيشاني في تحقيق مصيره. لذلك أقول بكل وضوح وشفافية ان مصائب روسيا في الشيشان اصبح فوائد للمعارضة السورية حيث كشفت المناورات الروسية المستمرة في سوريا انما تلقي الضوء على ان مصائبها البشعة في تدمير الشيشان وابادتهم، القت الضوء على سوء نية الروس لتجاربها في اعمال الابادة الانسانية في الشيشان. لذلك متى يغضب العالم من السلوك ومن دعم ديكتاتورية الابادة حقيقة ان الصورة القاتمة للطفل عمران وعائلته بل واهالي حلب وبقية المناطق السورية ليعكس الموقف الروسي بدأ يمثل ضربة لمكانة موسكو ومصالحها في العالم العربي. لذلك فان على موسكو ان تفتح النوافذ لترى وان تصغى لتسمع وان تمشي بل تركض للتأييد عملية تحرير الشعب السوري وتقرير مصيره وتجنبه ويلات الابادة، بدلا من العبث بقرارات الشرعية الدولية واحتراماً لاتفاقات حقوق الانسان، ومبدأ حق تقرير المصير، وان تضع اهدافها ومقاصدها لتتوافق مع اهداف الشعب السوري المناضل التي تؤكدها مبادئ القانون الدولي. خلاصة القول ان مجرد ارتفاع الاصوات حول العالم بعد رؤية الطفل عمران مرددة بان تترك روسيا من ممارسة استخدام طيرانها في ضرب المدن السورية بما فيها الاطفال والاتجاه الى مناصرة شعب ضد رجل مستبد تأكيداً لقوله تعالى : (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) "الحج 39".