توالت ردود الأفعال المنددة بعملية الدهس المروعة التي صدمت مدينة نيس في منطقة الريفييرا جنوبفرنسا. ففي لندن، عبرت الحكومة البريطانية الجديدة عن "صدمتها" إزاء الاعتداء "المروع" الذي مؤكدة أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الوضع وأن حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية. وأكدت رئاسة الوزراء البريطانية أنها "مصدومة وقلقة" إزاء ما شهدته المدينة الساحلية الفرنسية حيث اندفع سائق شاحنة وسط جمع من الناس كانوا محتشدين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني. وقال متحدث باسم تيريزا ماي إن "رئيسة الوزراء تتابع تطورات الوضع في نيس. نحن مصدومون وقلقون إزاء ما جرى هناك. أفكارنا مع أولئك الذي أصابهم هذا الحادث المروع الذي وقع في يوم احتفال وطني". وتابع "نحن جاهزون لمساعدة أي مواطن بريطاني ولدعم شركائنا الفرنسيين". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نحن على اتصال بالسلطات المحلية ونحاول الحصول على مزيد من المعلومات" بشأن الاعتداء.وأضاف متوجها إلى الرعايا البريطانيين "إذا كنتم في المنطقة، اتبعوا تعليمات السلطات الفرنسية". أوباما يعلن التضامن مع أقدم الحلفاء: وأدان الرئيس الاميركي باراك أوباما بشدة "ما يبدو أنه اعتداء إرهابي مروع"، وقال أوباما في بيان "نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء". وأكد الرئيس الأميركي أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة، مشيرا إلى أنه أمر مساعديه بالاتصال بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية. وقال إن واشنطن مستعدة لتقديم "كل مساعدة يمكن أن يحتاجوا إليها لإجراء التحقيق حول هذا الاعتداء وسوق المسؤولين عنه أمام القضاء". وأضاف أن "أفكارنا وصلواتنا مع عائلات وأقارب أولئك الذين قتلوا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الكثر". وتابع بيان الرئيس الأميركي "في هذا الرابع عشر من تموز/يوليو (العيد الوطني الفرنسي)، نتذكر قيمنا الديموقراطية التي جعلت من فرنسا مصدر إلهام للعالم أجمع". وأضاف "نعلم أن قيم الجمهورية الفرنسية ستستمر طويلا بعد هذه الخسارة المأسوية والمدمرة في الأرواح". أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي شارك قبل ساعات من وقوع المجزرة في العرض العسكري الذي أقيم بباريس احتفالا بالعيد الوطني الفرنسي، فقال في بيان إن "الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب الفرنسيين في هذه الأوقات العصيبة". وأضاف أن "الاعتداء المروع في نيس هو اعتداء ضد أشخاص أبرياء خلال يوم يحتفل بالحرية والمساواة والأخوة". من جهتها أعربت المرشحة الديموقراطية إلى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز عن قلقها من نقص التعاون بين وكالات الاستخبارات الأميركية والأوروبية. وقالت إن "إحدى المشاكل في أوروبا" هي أن دول القارة العجوز "لا تتشاطر المعلومات" بالقدر الكافي. وأضافت وزيرة الخارجية السابقة "من هنا أعتقد أننا بحاجة إلى دبلوماسية قوية لتجنب وقوع اعتداءات في المستقبل". أما منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي قرر إثر المجزرة إرجاء الإعلان عن اسم مرشحه لمنصب نائب الرئيس والذي كان مقررا الإعلان عنه في نيويورك الجمعة، فقال عبر الشبكة التلفزيونية نفسها تعليقا على "الاعتداء المروع" الذي أدمى المدينة الساحلية الفرنسية إن الإرهاب "خرج عن السيطرة" في فرنسا وسائر أنحاء العالم. وحمل الملياردير المثير للجدل المسؤولية عن هذا الأمر للرئيس باراك أوباما الذي "يرفض تسمية" المشكلة باسمها. مجلس الأمن: وأدان مجلس الأمن الدولي "بأشد الحزم الاعتداء الإرهابي الهمجي والجبان" في بيان صدر بالإجماع، حيث قالت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن إنها تعرب عن "تعاطفها العميق وتقدم تعازيها" لعائلات الضحايا وللحكومة الفرنسية. وجدد مجلس الأمن التأكيد على أن "الإرهاب بكل أشكاله يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين". وأضاف أن "كل عمل إرهابي هو عمل إجرامي وغير مبرر"، مجددا التأكيد على "ضرورة أن تكافح كل الدول" التهديد الإرهابي "بكافة السبل" في إطار القوانين الدولية. ولفت البيان إلى أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن "تشير أيضا إلى ضرورة أن يلاحق أمام القضاء المسؤولون عن أي عمل إرهابي".