بعد الاعتداءات الإرهابية التي طاولت العاصمة الفرنسية باريس، والتي تعتبر الأكثر دموية في أوروبا منذ اعتداءات مدريد في عام 2004 وراح ضحيتها 191 قتيلاً، تفاعل قادة العالم مع الحادث معربين عن تضامنهم وعارضين تقديم المساعدة للسلطات الفرنسية. ومن بين هؤلاء القادة، سارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إدانة سلسلة التفجيرات وعمليات إطلاق النار التي شهدتها باريس أول من أمس (الجمعة)، قائلا إن «هذا هجوم ليس فقط على باريس والشعب الفرنسي، هذا هجوم على البشرية جمعاء وعلى القيم العالمية التي نتقاسمها». وأضاف في تصريح مقتضب في البيت الأبيض: «أولئك الذين يظنون أن بإمكانهم ترهيب شعب فرنسا أو القيم التي يدافع عنها، هم على خطأ». وتابع: «نتذكر في الفاجعة هذه أن روابط الحرية والمساواة والأخوة ليست قيماً يتشاركها الفرنسيون وحسب، بل نتشاركها نحن أيضاً»، وذلك في إشارة إلى الشعار الوطني الفرنسي الذي يضم الكلمات الثلاث. وتعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ب «بذل كل ما في وسعها لمساعدة فرنسا في المعركة ضد هؤلاء الإرهابيين»، فيما وعد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بمساعدة فرنسا والدول الأخرى في مكافحة الإرهاب، ودان الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس بشدة. وعبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يزور المملكة المتحدة حالياً، عن تعازيه على حسابه على «تويتر»، مثل ما فعل نظيراه البريطاني ديفيد كامرون والكندي جاستن ترودو. وقال مودي في تغريدته: «الأخبار الواردة من باريس متعبة ومروعة. صلاتنا مع أسر الضحايا. نحن متحدون مع شعب فرنسا في هذه الساعة المأسوية». فيما كتب كامرون في تغريدة: «إنني مصدوم من الأحداث في باريس الليلة. أفكارنا وصلواتنا مع الشعب الفرنسي. سنفعل ما في وسعنا للمساعدة». و"غرّد" ترودو: "حزين لأن عدداً كبيراً من الأبرياء قتلوا وأصيبوا في الهجمات العنيفة في باريس. كندا تقف مع فرنسا"، فيما دعت روسيا الأسرة الدولية إلى «توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب» إثر اعتداءات باريس الدامية، مؤكدة لفرنسا تعاونها في التحقيق. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية إلى نظيره الفرنسي هولاند، نُشرت على موقع الكرملين الإلكتروني، أن "هذه المأساة هي شهادة جديدة على طبيعة الإرهاب الوحشية التي تطرح تحدياً للحضارة البشرية. من الواضح أن مكافحة هذه الآفة بفاعلية تتطلب من الأسرة الدولية توحيد جهودها". وتابع: «أود التأكيد مجدداً على أن روسيا مستعدة لأقصى حد للتعاون مع فرنسا في التحقيق حول الجرائم التي ارتُكبت في باريس»، مشدداً على وجوب أن «يلقى مدبرو الاعتداءات ومنفذوها العقاب الذي يستحقونه». وندد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير باعتداءات باريس معتبراً انها «انتهاك لجميع الديانات» وداعياً إلى «تكثيف الجهود ضد الإرهاب». وقال: «أود أن أقدم تعازينا لحكومة فرنسا وشعبها بعد الهجمات الإرهابية الشائنة التي وقعت أمس، والتي تنتهك وتنافي جميع المعتقدات والمواثيق والديانات». وأضاف أن «المملكة العربية السعودية لطالما دعت إلى تكثيف الجهود الدولية لمكافحة آفة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره». واستنكر الرئيس الإيراني حسن روحاني اعتداءات باريس، معتبراً انها «جرائم ضد الإنسانية»، فيما أرجأ زيارة مقرّرة أمس إلى كلّ من إيطالياوفرنسا. وأعلن مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في بيان ان «هذه الهجمات ليست ضد الشعب الفرنسي وحسب، لكنها ضد الإنسانية جمعاء والديموقراطية والحريات والقيم العالمية. الإرهاب لا دين له ولا جنسية ولا يمثل قيماً. الإرهاب جريمة ضد الإنسانية». وأضاف: «تركيا في تعاون كامل مع فرنسا والدول الحليفة الأخرى في مكافحة الإرهاب. سنكافحه بكل حزم». ودان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «العمل الإرهابي الشنيع». وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي ان الملك عبد الله عبّر في برقية تعزية ومواساة بعث بها إلى هولاند عن «استنكاره وغضبه الشديدين للحادث الإرهابي الجبان الذي ضرب العاصمة الفرنسية باريس الليلة الماضية، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا وإصابة المئات». وأكد البيان «تضامنه والشعب والحكومة الأردنية مع الرئيس والشعب والحكومة الفرنسية في هذا المصاب الأليم، مشدداً على وقوف الأردن إلى جانب فرنسا في مختلف الظروف». ودان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «الاعتداءات الإرهابية» التي استهدفت باريس، والتي أسفرت عن مقتل 129 شخصاً، قائلاً في بيان أورده مكتبه الإعلامي: «ندين ونستنكر الاعتداءات الإرهابية في باريس، التي تؤكد أن محاربة الإرهاب تستدعي جهوداً دولية للقضاء عليه في جميع البلدان».