الانتخابات – أياً كانت – رئاسية او برلمانية – في أي بلد من بلدان العالم يمكن وصفها وصفاً دقيقاً بانها انتخابات اللاعب المؤثر فيها (المال) فمن لديه المال تمكن من ارغام ناخبيه على الفوز، والفوز معناه السلطة (الرئاسة) والنفوذ والهيمنة حتى الاحزاب لن يستطيع مرشوحهم الفوز الا عن طريق الدعم المالي لمرشحيهم وتولي تمويل حملاتهم الانتخابية من الالف الى الياء! وانتخابات الرئاسة الامريكية كنموذج حي يطرح في كل فترة من فترات الرئاسة الامريكية، اي كل اربعة اعوام عادة او ثمانية اعوام كاقصى ترشيح يصل اليه الرئيس المنتخب، ويعتمد في الولاياتالمتحدةالامريكية على مدى مقدرة (الرئيس) في نيل رضا الاغلبية من اقليات (اليهود) حول العالم بصفة عامة، والاقلية اليهودية المهيمنة، والهيمنة المقصودة القدرة على ارغام اي رئيس منتخب مسايرة مخططاتها الاجرامية في انحاء العالم وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص. وطالما (المال) والاعلام والاقتصاد في يد هؤلاء فانهم يرغمون اي رئيس منتخب على الارتماء في احضانها وتحت مظلتها تدار شؤون الدولة برمتها – الادارة الامريكية – ومن يحيد عن سياساتها ومخططاتها ومؤامراتها داخلياً وخارجياً قيد أنملة يجد نفسه خارج حلبة الانتخابات! واما من خالف حياكة خططاتها التآمرية على بلدان وشعوب العالم وعلى وجه الخصوص في المنطقة العربية والعالم الاسلامي يتم اسقاطه رغما عن انفه واساليبها تتركز على نقطة (ضعف) الرئيس المنتخب التي يتم البحث عنها بعناية متناهية لاصطياده شبكها بسهولة فغالباً ما يقع الرئيس في الاعيبها التي تقتصر على اخطاء وبمجرد نجاح (الرئيس) المنتخب في الجانب السياسي مثل (جيمي كارتر) الذي نجح في وضع حل للسلام لقضية فلسطين وبيل كلينتون في انعاش الاقتصاد الامريكي تشرع قوى فلكلورية للاطاحة به او اسقاطه من كرسي الرئاسة الامريكية! والنموذج الامريكي يجسد تجربة فريدة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في اختيار (رئيس) يتلاءم مع سياساتها ومؤامراتها واطماعها ومدى قدرتها على توجيهها لخدمة مصالحها، وعلى تنفيذ ما تهواه ويساير مزاجها! وتدخل بلام العم سام في دوامة الانتخابات الفلكورية الرئاسية التمهيدية لاختيار الرئيس المنتخب بمشاركة الناخبين في مجالس انتخابية تعرف بالكوكاس التي تعني اجتماعات كل حزب على حدة خلال حملات الانتخابات (التمهيدية) التي تجرى في اغلب الولايات الاتحادية تقريباً تقع عادة على عاتق الحزبين الجمهوري والديمقراطي: مهمة تنظيمها والانفاق عليها واعلان نتائجها والفائز فيها! وتبدأ عادة في شهر فبراير (شباط) بمشاركة الناخبين في الاف الاجتماعات التي يكتشفون خلالها (المرشح) الذي يرغبون اختياره في الانتخابات المقبلة تبدأ التصويت ولاية (نيوهامشر) بعد ثمانية ايام ثم يليها تباعاً كل الولايات الاخرى حتى شهر يونيو (خزيران). ففي انتخابات الرئاسة الامريكية لعام 2016م (1437ه) بدأت (هيلاري كلينتون) حملاتها الانتخابية، في عام 2007، وفي ابريل عام 2015م (1436ه) وقد نظم المرشح الجمهوري (ثيو كروز) واحد وتسعين تجمعاً وحفلة لتاريخه! اما المرشح الذي سجل رقماً قياسياً فهو السيناتور السابق (ديك سانتورو) الذي قام ب(209) رحلات وامضى في ولاية (ايوا) وحدها (73) يوماً! وفي احصائية اعدتها صحيفة (دي موين رجستر) النمحلية ان المرشحين قد نظموا (1300) تجمع وحفلة خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016م (1437ه) والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام من سيفوز في انتخابات الرئاسة الامريكية في عام 2016م! في الحزب الديمقراطي تتقدم هيلاري كلينتون باشواط على منافسها (برني ساندروز). وفي الحزب الجمهوري يتصدر السناتور المحافظ (تيد كروز) والمليادير (دونالد ترامب). ومن الصعوبة بمكان توقع النتائج الانتخابية للرئاسة الامريكية لان في عام 2013 ركز نصف الناخبين الجمهوريين على مرشح الايام الاخيرة من الانتخابات لدى خروج الناخبين من مراكز التصويت! والمرشحون الخمسة عشرة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي سيمضون قدماً نحو الانتخابات التمهيدية الرئاسية في الولاياتالمتحدةالامريكية لانتخاب (الرئيس) المرشح.