أمر يُثير الإستغراب أن يتعنَّى ذكور الحيوانات فيستعرضون للإناث و يتباهون أمامهن بما يملكون من جمال أو مواهب أو أحجام، ثُم تتفحَّصهن الإناث ويستعرضنهن وينتقين ويخترن منهم من يروقوا لذائقتهن ليُصبحوا شركائهن. إناث الحيوانات تملك القرار بلا وصي ولا ولي. يُثير الإستغراب و يدعوا للتأمل أن أنثى الإنسان وهو المخلوق الأعلى من الحيوان في السِّلَّم الغذائي والمتربع على قِمَّة طبقات الخلائق، أنثاه لا تملك القرار ولا الاختيار فوليَّها يُزوجها ووليّها يطلقها إن شاء، ولي أنثى الإنسان يقرر كافة شؤون حياتها من تعليم وعمل وزواج وعدمه وسفر ومسكن. تأملوا في حال أنثى الإنسان، كيف يُستساغ أن تكون أنثى الحيوان أقدر منها على إتخاذ القرار لنفسها ولماذا يا تُرى. هل أنثى الحيوان أكمل عقلا أو دينا من أنثى الإنسان؟ أو رُبَّما كان ذكر الحيوان أكمل عقلا و دينا من ذكر الإنسان ليعرف أنها مخلوق مستقل له نفس القدر من الحقوق وعليه نفس القدر من الواجبات بإختلاف طبيعتها، وكل مهيأ لما خُلِق له. بل إن أناث الكثير من فصائل الحيوانات هن المهيمنات و صاحبات القرار، ليس لشؤونهن فحسب وإنما لشؤون الذكور والأسرة كافة. هنا يُصبح لأنثى الحيوان على أنثى إنساننا درجة وفي بعض الحالات درجتان..! عندما أسمع كل يوم و آخر عن قاصر زوَّجها والدها بكهل واستحوذ على مهرها، عن معلمة عضلها والدها واستحوذ على راتبها، عن زوجة قاضاها أخوها أو عمها ففصلها عن زوجها لإنه استوعب بعد مرور السنين و تكاثر الأبناء عدم تكافؤ النسب، عن طالبة علم فشلت لأن والدها منعها من التخصص الذي يستهويها وتُجيده، عن مبتعثة عادت بجهد ضائع و علم لم يكتمل لأن محرمها قرر أن يعود، عن طبيبة تم إنهاء عقدها و حرمانها ثمرة سنين مضنية من الدراسة والعمل لأن زوجها قرر أنه لا يريدها أن تعمل بعد اليوم، لا أملك إلا أن أفتح التلفاز وأختار _بدون موافقة ولي أمري_ قناة Animal Planet كوكب الحيوانات و أتامل حال الحيوانات و أتحسَّر على حال البعض من الناس. وحتى أني تساءلت ذات مرة بيني وبين نفسي واعذروني "هل هو بذلك السوء الذي نتصوره لو قلب الله أولئك البعض قردة خاسئين". @tamadoralyami [email protected]