اول انطباع يرسخ في نفس الزائر لأية مدينة قديمة هو انبهاره لتلك المحافظة على ملامح ومعالم تلك المدينة بكل شوارعها وزواربها وابنيتها وميادينها التي لم تصل اليها يد الهدم او التغير تحت مسمى من اسماء التطوير.. ان ازاحة القديم هو محو للذاكرة وتجفيفها من كل معالم ذلك التاريخ الذي صنع على مدى الاعوام.. وهو الذي شهدت شوارعه ومبانيه الكثير من حركات الاحداث المرتبطة بتاريخ تلك المدينة.. ومع ازدياد سكان تلك المدينة يذهب المخططون لايجاد مساكن في اطراف تلك المدن ويقيمون مدنا حديثة.. بكل مكونات المدن فهم حريصون في المحافظة على كل ما هو قديم وكل ما يحكي تاريخاً.. تذكرت كل هذا وأنا اتجول في بعض احياء – القاهرة – القديمة تشم رائحة ذلك الزمان بكل مكوناته وبكل ما ينطوي عليه من عبق لذلك التاريخ الممتد لعشرات ان لم أقل لمئات السنين في التاريخ.. فهذا حي الحسين بكل ما بجانبه من أحياء من خان الخليلي او الدراسة او السيدة زينب وغيرها من الاحياء والاماكن وبكل ما به من معالم متحركة كالفيشاوي ذلك المقهى العتيد الذي شهد الكثير من الشخصيات الثقافية والمسرحية والفنية من جميع اشكال الفن.. حتى ذلك "الدرويش" الذي يدور حول مقاعد المقهى طالبا العون بثيابه الرثه لم يغيب عن الانظار انه مكمل لتلك الصورة عن ذلك المقهى وذلك الحي. ان المحافظة على كل ما هو تاريخي يظل سمة الكثير من المدن العالمية وفي مقدمتها تلك المدن العربية العريقة تاريخياً.