في كل مدينة خليجية وعربية (وحتى عالمية) يكون هناك سوق أو مقهى قديم يتم تجديده مع المحافظة على طابعه القديم أو التراثي ليحكي لرواده تاريخ تلك المدينة جيلاً بعد جيل.. كسوق واقف والمباركية في الكويت أو خان الخليلي ومقهى الفيشاوي في القاهرة والشانزيليزيه في باريس وحتى شاليمار قاردن وأناركلي في لاهور.. وثمة حقيقة فيما يخص تطور مدينة الرياض وعراقتها.. وهو أخذها بالتطور العمراني الحديث مع المحافظة على تراث الماضي.. والشواهد كثيرة على ذلك.. مثل قصر الحكم ومركز الملك عبد العزيز التاريخي في المربع وغيرهما.. وبقيام الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالمحافظة على حي الدحو القديم كما هو وعدم هدمه كما حصل في أحياء قديمة أُخرى دليل على حرص وتنبه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وعلى رأسها سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه وسمو الأمين.. على وجوب الإبقاء على حي قديم (يحكي لمن يزور الرياض) عاصمة المدائن كيف كانت حياة ماضينا التليد وبساطتها.. وما آلت إليه من تقدم وازدهار ونماء في ظل باني نهضتها الحديثة ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز (ومهندس) تطور الرياض عبر السنين أميرها المحبوب سلمان بن عبدالعزيز.. وعند الانتهاء من تطوير (حي الدحو) سيكون لدينا (بجانب سوق الزل) ما نأنس بزيارته من حين لآخر ونجد فيه عبق الماضي الجميل ونُفاخر به أمام كل زائر لمدينة الرياض.. والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أحسنت الاختيار لحي (الدحو) ليكون معلماً حضارياً وتراثياً لسكان وزوار مدينة الرياض لسببين.. الأول موقعه الاستراتيجي والقريب من شارع الثميري العتيق وإحدى (دراويز) مدينة الرياض القديمة.. والثاني تصميم بيوته الطينية وأزقته الضيقة (التي سيُحافظ عليها) والتي تُحاكي وتماثل أحياء الرياض الطينية القديمة والتي يسكن عبقها وتاريخها كل من لا يزال على قيد الحياة ويحن دائما (مثلي) لأيام المعيقلية والعطايف والبويبية.. وفي الأخير أقترح على الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن يكون الجزء المخصص في (حي الدحو) للمقاهي والمطاعم والمساحات الخضراء.. أن يكون في كل (عاير) أو مشراق يبدأ أو ينتهي ب(سكة سد) أو بالقرب من (قليب) مهجورة قد يكون فيها بقايا قطرات من ماء تُغري طيراً أو عصفوراً قادماً أو مهاجراً (للتوقيع) والنزول للشرب.. إلى سوانح قادمة بإذن الله.