عادة تكون "المجالس" مجالا لتبادل الآراء وتناقل المعلومات ولا مانع من بعض "المضاحكة" والمباسطة.. وايضا شيء من "السخرية" لموقف – ما – وينتهي كل ذلك مع نهاية انعقاد "المجلس". لكن هناك اناساً يحبون "الكلام" في الفاضي والمليان اذا ما جمعهم مكان مع مسؤول كبير، فترى الواحد منهم "تركبه" حالة من حالات "الهذيان" فلا يستطيع ان يكبح جماح شهوته الكلامية، فيقول كلاماً لا معنى له واحياناً يكون خارج اللياقة لذلك "المجلس" الذي له "حرمته" ومكانته.. مما يضطر ذلك المسؤول وبلباقته العالية وبعفته الطاغية يحول دفة الحديث الى مناح اخرى ولكن بعض هؤلاء لا يكتفون "بالهذر" الممجوج" بل يقومون أحيانا بتحريف ما سمعوا في ذلك "المجلس" تحريفاً في غاية الاخلال بأمانة النقل.. عن قصد وترصد. مناسبة هذا الكلام.. ان احد هؤلاء كاد ذات يوم ان يوجد "فتنة" بين "اصدقاء" تربطهم معرفة عمر بما قام به من ايغار صدر صديق لهم بنقله كلاماً مشوهاً.. ومشوشاً ومحرفاً بانه قيل عنه مما كاد يرسب عند ذلك الصديق الكثير من الأسى.. والحزن لولا قدرته على التريث والتأكد اخذا في الاعتبار ذلك القول العربي الشهير ما آفة الأخبار إلا رواتها.. وايمانه العميق بالآية الكريمة إن جاءكم.. الآية.. لوقعت القطيعة. وتشتت الجمع وكان الأجدر بهذا الناقل هداه الله ان يثبت محبته ومصداقيته لصديقه هذا والحديث جرى امامه ان يتولى الدفاع عنه ليثبت له انه اكثر حرصا عليه من هؤلاء الذين تربطهم به صداقة عمر.. كان الاجدر به ان يفعل ذلك لا ان يسارع فرحاً بنقل كلام مشوش وغير صحيح والله المستعان.