تجمهر المواطنين وسط الزحام وسيارات على الأرصفة واجهت الغرق طائرات الدفاع المدني تشارك في تمشيط الأحياء وتنقل صورة عن الأماكن
جدة -البلاد بعد ترقب حذر لموسم الامطار في عدد من مناطق المملكة إلا انه كان صباحاً مختلفاً في جدة وذلك بعد تجارب ما قبل 6 سنوات من سيول وضحايا ودمار. فقد هطلت أمطار رعدية عند الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس تقريباً حتى الثانية والنصف نجم عنها عدة حوادث واغراق واغلاق عدد من الكباري والانفاق التي كان قد تم الانتهاء منها مؤخراً. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة سير الخدمات منذ الساعات الأولى من صباح امس وذلك من غرفة للطوارئ ومتابعة الأزمات والكوارث. كما وقف سموه على العمل الميداني للقطاعات في التعامل مع الأمطار، واطلع عبر الكاميرات الرابطة بين السدود والمركز على الوضع القائم بمشاركة طيران الأمن الذي ينفذ طلعات لتزويد المركز بصورة جوية مباشرة لبعض المواقع، وعلى الخطط المرورية التي أعدت لفك ارتباك السير في بعض المواقع. وكانت أمارة منطقة مكةالمكرمة قد انتهت قبل نحو عامين من انجاز أكثر من 6 سدود ضمن 10 مشروعات للحلول الدائمة للأمطار والسيول، وسبقها تنفيذ 12 مشروعاً عاجلاً من بينها مشروع "سد أم الخير" بارتفاع سبعة أمتار وطول 1100 متر، وربطه بمجرى السيل الشمالي عن طريق قناة مفتوحة بطول 730 متراً وعرض 33 متراً، ومشروع آخر لتعزيز أعمال "سد السامر" وربطه بمجرى السيل الشمالي عبر قناة مفتوحة بطول 3000 متر وعرض 40 متراً . من جهة أخرى وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، بعد توقف هطول الأمطار على المحافظة أمسبأن هناك أولويات يجب العمل عليها فوراً والانتهاء منها وهي ضرورة فتح المحاور الأساسية والشوارع الرئيسة، وسحب المياه المتجمعة في الأماكن والميادين العامة وتوجيهها باتجاه البحر أو مواقع تصريف المياه، بالإضافة إلى فتح الطرق لفرق صيانة الكهرباء للوصول لأماكن الانقطاعات، وسحب السيارات المتعطلة التي غمرتها السيول فوراً لفتح حركة السير عبر الونشات الخاصة حتى لو كان ذلك بمقابل مادي. كما وجه سموه بتشكيل فريق عمل من فرع وزارة المالية بالمنطقة، وإدارة الدفاع المدني، لتولي إسكان المتضررة منازلهم فوراً وصرف الإعاشة لهم، وضرورة التنسيق مع وزارة الدفاع لإرسال سيارات كبيرة ومرتفعة لمجمعات الأسواق لنقل العائلات لأقرب مناطق لهم بعد التنسيق مع عمليات الدفاع المدني لمعرفة مواقعها، وإبلاغ كل جهة معنية برفع تقرير للمحافظة على مدار الساعة . وقد شرعت جميع الجهات في تنفيذ توجيهات سموه، إضافة إلى العمل بموجب الخطة التنفيذية لمواجهة الأمطار والسيول المعدة من الجهات المعنية مسبقاً . ودعت محافظة جدة الجميع إلى عدم التنقل إلا عند الضرورة حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات. وقد تم اغلاق عدد من الشوارع والكباري والانفاق كما شارك متطوعون من شباب جدة في عمليات الانقاذ فيما تلاحظ تجمهر عدد كبير من السكان في عدد من المواقع. على صعيد آخر أوضحت أمانة جدة أن غزارة الأمطار التي هطلت على المحافظة منذ الساعة التاسعة من صباح أمس، تسببت في انقطاع التيار الكهربائي من المصدر الرئيسي عن محطة تجميع ورفع المياه الرئيسية بحي الزهراء، وعن عدد سبعة مضخات أخرى لسبعة أنفاق بأنحاء متفرقة من محافظة جدة، مما نتج عنه تجمعات للمياه في هذه المواقع. وأكدت الأمانة على مباشرتها لهذه المواقع وتأمينها، بالتعاون مع الجهات المعنية، مبينة أنه بعد عودة التيار الكهربائي لمحطة الرفع الرئيسية والمضخات المذكورة بدأ الوضع يتحسن تدريجياُ بتصريف المياه المتراكمة. وكانت محافظة جدة قد سجلت أمس أعلى معدل هطول أمطار بواقع 22 مليمترًا إثر تقلبات الأجواء المناخية التي تعرضت لها، فيما تتابع الإدارة العامة للدفاع المدني هذه التقلبات بما في ذلك نسبة ارتفاع مياه الأمطار عبر أجهزة قياس متخصّصة تدعمها 290 صافرة إنذار نُشرت في أنحاء جدة والأودية القريبة منها لتنبيه السكان من وصول المياه لمعدلات ارتفاع خطرة. ويعمل الدفاع المدني في جدة ب 11 شعبة ميدانية تتبعها 54 مركزاً بالإضافة إلى عدد من مراكز الإسناد والاحتياط، وطواقم من الكوادر البشرية المدرّبة المعنية بمباشرة عمليات الطوارئ والإنقاذ في الميدان، بجانب ما تقوم به الجهات الأمنية والطبية الأخرى في هذه الأوضاع. وأوضح مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بمحافظة جدة المكلف العقيد غازي بن غرم الله الغامدي أن الدفاع المدني يواصل إصدار تحذيراته لجميع المواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحذر في هذه الأجواء الممطرة، خاصةً في المناطق التي تشهد تجمعات كبيرة للأمطار حفاظًا على سلامتهم. وسجلت جدة أعلى معدل أمطار وصلت كميته إلى 22 مليمترًا بحسب ما أورد الناطق الرسمي بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين بن محمد القحطاني، مبينًا أن المملكة تمر بمرحلة مطيرة خلال فصل الخريف، يصحبها حالة عدم الاستقرار في الأجواء تستمر حتى نهاية هذا الفصل – بإذن الله -. ودعا القحطاني جميع المواطنين والمقيمين في جدة إلى توخي الحيطة والحذر والحرص على عدم الخروج من المنازل، ومتابعة التقارير الصادرة الرئاسة حول الطقس والإرشادات المعلنة من قبل الجهات المختصة، تلافياً لأي ضرر قد يتعرض له الإنسان لا سمح الله. وشدّد على أهمية الابتعاد عن المعلومات مجهولة المصدر والتحليلات غير العلمية التي تشوش على أداء الجهات المختصة في مثل هذه الظروف، مؤكدا أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تتعامل مع الظواهر الجوية وفقاً لخطة زمنية تم الاتفاق عليها مع الجهات المعنية لتمرير معلومات الطقس ومتابعتها كل وفق اختصاصه.