إن العاطفة دائما تغلب علينا كعرب بشكل عام.. وكسعوديين بشكل خاص !! ولذلك، فغالبا ما نقدّر الشخص، ونثمّنه، ونوزنه، بمظهره الخارجي .. فإذا بدأ عليه مظاهر الغنى والثراء، ترانا نتسابق عليه لإحتضانه والترحيب به، ونتنافس لإكرامه، والاحتفاء به، وتبجليه، ومدحه، والثناء عليه !! ولو لم يقدم لنا، ولا لمجتمعه شيئا يُذكر !! فلا مبادرة معروفة، ولا خدمة موجودة، ولا إضافة محمودة !! فيكفي أنه غني وثري!! هذا هو المقصد وهذا هو المطلب !! وإذا ظهر على الشخص أثر الالتزام الديني بمظهره الخارجي، ترانا نضعه في مكانة لا يستحقها، فنلبسه ثوبا غير ثوبه!! بل نتسابق إليه، وعليه، لأخذ الفتوى من سماحته !! حتى ولو كان هذا الإنسان طالب علم مبتدئ !! وهذا ليس ذنبه، بل ذنب المجتمع وسلوكه، بإقرار النهج العاطفي وتمجيده، وإعفاء العقل وتحويره!! فكانت هذه ولا ضير، مخرجات المجتمع، ونتاجه!! وكما لاحظنا ونلاحظ!! أن الذين أنضموا لفئة الخوارج المارقة، وشرذمة الإرهاب الغادرة، سواء داخل المملكة أو خارجها، هم شريحة صغيرة في السن، قليلة العلم، بل لا تمتلك من أسلحة العلم شيئا يُذكر إلا الالتزام الشكلي الظاهري الأجوف !! بعكس فئة أخرى من الشباب الملتزم، والتي أخذت العلم من مصبه الأساسي، ومنبعه الصافي ، فلازمت أصحاب العلم الكافي، من علماء الشرع الوافي.. فأستنارت به العقول، وسكنت لحسنه القلوب، فتواضعت له الأنفس، وثنيت من أجله هامات الرجال مع الركب، لتنهل من أهل العلم، والصلاح، والتقى، من الأئمة وكبار العلماء !! فأصبح أولئك الشباب، من أعمدة البناء، والتنمية، والتطوير، بل والتنوير للوطن، لا فكر منجرف، ولا إرهاب منحرف، ولا تفكير منصرف !! وما حدث ويحدث في أصقاع الوطن الحبيب، من اعمال إجرامية، وتفجيرات إرهابية، بأفكار ومخططات خارجية، وللأسف التنفيذ بأيادي سعودية!! لهو ناقوس خطر قد دق!! ساعيا لإحلال الباطل مكان الحق.. وما المحاولة الاخيرة في جزء من جسد الوطن الغالي بمنطقتنا الشرقية، إلا محاولة فاشلة لزرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة، لتنجرف البلد لمواجهات أهلية داخلية!! تنفيذا لتخطيطات وخطط خارجية !! ولكن القوى الأمنية على درجة عالية من القدرة للتصدي لكل من تسول له نفسه زعزعة الأمن لهذا البلد المعطأ سواء كان ذلك من السنة أو الشيعة !! فكل سيأخذ جزاءه وما اقترفت يداه!! وباحكامنا الشرعية وقوانيننا الأمنية، بكل قدرة وحزم، فلا تعديات ولا ممارسات ولا مظاهرات !! هذا نظامنا وهذه قواعد أمننا !! لا مجاملة في ذلك ولا محاباة !! ولا تساهل ولا تسامح لأي فئة ولا لأي جهة مهما كانت !! هكذا كنا، وسنستمر بإذن الله كذلك !! هذا الوطن !! وهذا الانتماء، تضحيات من أجله، وولاء !! ومن يخرج على الوطن باي صورة، فقد خرج عن إطار الوطنية !! فلا إنتماء له، ولا ولاء !! وحتما فهو بعيد كل البعد عن المواطنة والوطنية !! سواء من يحمل عقيدة سنية كانت أو شيعية !! الرياض [email protected] Twitter:@drsaeed1000