تاركين خلف ايام مضت دروساً وعبراً ومواقف تختلف قيمتها من فرد لآخر حسب اهميتها وتاريخها والناس عموما مرتبطون بماضيهم .. والاسوياء هم الذين يتخذون من ذلك الماضي نبراساً لحاضرهم.. منهم من اثبت مواقفه وازداد تصلبا مع مرور الأيام .. وأضحى نبراساً لحاضرهم .. منهم من اثبت مواقفه وازداد تصلبا مع مرور الاايام.. واضحى بذلك نموذجا في العصامية وفي بناء مجد ذاته وان تعثر بين الفينة والاخرى فانه يجد راحة هذه العثرات .. وقوة دافعة الى الامام دون توان او تقاعس .. او ان يجد لذاته من الوقوف في محطة انتظار ومن ثم يواصل السير نحو الغاية التي اختطنها لبناء مستقبله .. ومنهم من تسيطر عليه اوهام واحلام فيقبع في ركن ينتظر تحقيق ما يتوهم به ويطول به الانتظار دون فائدة او جدوى تذكر في ذلك .. فيجد نفسه في صراع لا يقوى على النهوض باقل الواجبات المفروضة عليه ! فيتخبط ويتعثر في متاهات لا نهاية لها. تلك بعض من نماذج انماط وسلوكيات تطفو احيانا على سلوكيات بعض الافراد في المجتمع. انا هنا لا أقيس تلك النماذج بالعموميات .. لكن الرجل منا هو من يعتمد على ذاته دون الركون الى الاحلام وبناء قصور في الفضاء لا تلبث ان تهوي به ولئن اردت ان اعدد نماذج من صور عديدة لرجال بلادي ممن اثبتوا بقوة سواعدهم القدرة على تحول انماط مسابقة اصبحت قوة دافعة لبناء مسيرة حياتهم لوجدت نفسي حائراً امام هذا الاصرار والتحول لبناء الذات على اسس واضحة ومرتكزات سليمة فكان الانطلاقة لتبوء المكانة اللائقة في المجتمع. إن تاريخنا عظيم وتليد .. عظمة هذا الكيان الخالد فنحن امة حباها الله عز وجل صفات فريدة الكل يعمل في إطار اختطه لنفسه مراقبا الخالق سبحانه وتعالى في القيام بهذا الواجب المنوط به ويشد عضده بأخوة له لتثبيت المواقف الهادفة للارتقاء بمستوى الاعمال وبما اونيط بكل فرد من مهام كل في مجاله لينال الاحترام والاعتزاز.