إني راحل

ولكنني في هذه المرة سأرحل عن نفسي
سأصنع من قراطيسي مركباً كتلك التي كنا نصنعها صغاراً لنلهو بها
لكنني في هذه المرة سأركب فيها مبحراً
اتزود بكلماتي وأقتات من حروفي
سأقصد هذا البحر العميق بلا شواطئ ولا مراسي فليست لدي رغبة في العودة ولن يأسرني خوفي
سأرتدي خواطري وأشعاري لعلها تكون أكثر دفئاً من قلوبٍ هجرها الحب وملت من ظروفي
سأمتطي كتبي وكراساتي لعلها تحملني ولا تركلني كما الركلات بالألوفِ
سأروي قصتي للطير والأمواج سأهمس بها بين كفوفي
آن الأوان أن يرحل بعضي عن بعضي
بعدما تلبدت غيومي وزئر رعدي
سأرحل …ولكن هل سيذكرني عهدي
هل ستزول سمائي وتمور من تحتي أرضي
سبحانك ربي في السماء سبحانك في الأرضِ
مللت سخف البشرِ فلا تتركني وحدي
لعلي برحمتك يسكُن قلبي وتهدي
إرضيَ عني يارب فإني أرجوك من المهدِ
أن تغفرَ لي وترحمني وتعفو عن ذنوبي
تجاوز عما إقترفتهُ من آثامٍ ملأت دروبي
فماعصيتك تجرءاً عليك ولا إستهانهً بقدرتك
بل غلبتني شهواتي ولم ترحمني عيوبي
كنت دوماً طامعاً في عفوك راجياً لرحمتك
فهل لي اليوم أن اسالك بكرمك وبعزتك
أن تقبلني وتجعلني عبد إحسان
ولا تؤاخذني ولا تبتليني ولا تجعلني عبد امتحان
وكن لي ولا تكن علي وارزقني الأمن والأمان
عصام قابيل