رحل .. رحل وتركها وحيدة تصارع الدنيا بما فيها.. رحل لتجد نفسها في دنيا لا ترحم أحدا .. رحل الزوج و ترك الزوجة .. وحيدة .. باكية وسط قلوب لا ترحم .. و عيون لا تشبع .. بين أنياب ذئاب لا تفتأ تأكل من لحم الضعاف .. وسط كل هذه الظروف بدأت الأرملة حياتها .. بدأت تصارع الحياة لتنقذ نفسها و أبناءها .. من الضياع .. وسط كل هذه الظروف .. بدأت مسيرتها .. بطبيعة تخالف طبيعتها.. فقد كانت الأم .. و الآن هاهي تصبح الأب.. أم و أب اجتمعا في جسد واحد .. فيالها من معاناة .. حين تجد المرأة نفسها غير قادرة على الحصول على ما تحتاج .. خاصة و أن لها أطفالا صغارا .. تمد يدها تسأل العون ممن حولها .. ترتجيهم المساعدة .. وليتهم يرضون بالمساعدة.. تتذلل لهم .. و تترجاهم علها تجد العون .. لتصل إلى أبسط حقوقها .. رحل وبدأت معها لحظات الخوف .. بدأت تبحث عن الأمان ولكن هيهات هيهات لمن هم في مثل ظروفها أن يجدوا الأمان .. خرجت باحثة عن حقها في الحياة ..باحثة عن المال علها تصلح حالها .. لكن وللأسف صادفتها متاعب الحياة .. فهاهي السبل تغلق كلها أمامها .. ليس لسبب إلا لكونها .. أرملة .. اتجهت لها الأنظار الطامعة بعد أن حصلت على ما هو من حقها من ميراث زوجها .. فبدأ الحاقدون أصحاب النفوس الضعيفة .. يطالبونها بما هو لها .. متناسين أن الله سبحانه و تعالى قد قسمه لها. وهي .. الضعيفة .. المسكينة لا حول لها و لا قوة غير قادرة على الحفاظ عن حقها .. و يزداد الأمر قسوة حين يتكالب عليها أبناؤها .. طامعين فيها .. أي قسوة أكثر من هذه القسوة .. حين تجد الأرملة نفسها و قد اختار ابنها بنفسه أن يلقيها بين أيدي أخرى .. أيدي أغراب عنها .. علهم يعتنون بها .. و يحصل هو على كل ممتلكاتها .. أي شعور أقسى من ذلك الشعور الذي تعاني منه الأم و هي ترى ابنها غير مبال بها طامعاً في مالها .. و أنظار الآخرين تحمل من الشفقة عليها أضعاف ما يحمل ابنها .. أي قسوة أقوى من ذلك ؟.. ومازالت تصارع الحياة .. تصارع الزمن ..تصارع أنظار الأقارب .. و خاصة النساء و هن يعتقدن اعتقادا جازما بأنها ستسعى لسلبهن أزواجهن .. لتعويض النقص عندها .. أي إحساس أسوأ من كل هذا.. حين ترى أنظار الذئاب المفترسة لها .. وهي تصر على سلبها كل ما عندها حتى طيب قلبها .. باتهامات زائفة لا صحة لها .. يتبع ..