** عندما يخاطب ولي الامر – أمته – وشعبه بهذه الأريحية، وبهذا الصدق في القول والمعنى فانه يأتي من عمق هذه الأصالة التي كان عليها مؤسس وقائد هذه البلاد الحريص على توفير العدل لشعبه ليعيشوا في نعيمه.. فالعدل هو أساس الملك. من هذا المنطلق خاطب رحمه الله شعبه ذات يوم.. بتلك الروح المسؤولة.. وبذلك الحرص على أن لا حواجز بين المسؤول، وبين المواطن.. فبابه مشرع للاستماع الى كل شكوى.. فهو أخذ على نفسه أن يكون ذلك القائد الذي لا تأخذه في الله لومة لائم. لقد كان ذلك المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي جعل بلادنا تدخل عصر مسابقة الآخرين نحو الارتقاء منذ تأسيسها لهي حفية به – قائداً – وهو العادل الباحث عن راحة مواطنيه بهذا السلوك القويم.. وبهذه العفوية التي كان عليها رحم الله عبدالعزيز ذلك الرائد الفذ وهو يرسل الى امته بخلجات نفسه نحوهم: ليأتي من بعده أبناؤه البررة، وهم يترسمون خطاه في خدمة شعبهم، واعطاء وطنهم ذلك الاخلاص، وتلك القوة في الصمود أمام كل شيء. لقد كان رحمه الله شديد العناية بشعبه، واعطائه كل حقوقه، والمحافظة على أمنه بتوفير العدالة له.. كلنا نذكر ما قاله رحمه الله، وهو يخاطب شعبه.. ويحضرني بهذه المناسبة ذلك الاعلان الذي قرأه أحد الحجاج وهو في المدينةالمنورة الذي يقول فيه: كان ذلك في عام 1372ه: بينما كنت داخلاً من باب المجيدي في الحرم النبوي، لزيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام، لفتت نظري لوحة اعلانات معلقة على جدار المسجد، وفيها "الإعلان" الآتي نصه: "من عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود، الى شعب الجزيرة العربية: على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلماً وقع عليه، أن يتقدم إلينا بالشكوى، وعلى كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها – بطريق البرق أو البريد المجاني على نفقتنا. وعلى كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجهة ضد أولادي أو أحفادي أو أهل بيتي. وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد أفراد الرعية من تقديم شكواه، مهما تكن قيمتها، أو يحاول التأثير عليه، ليخفف من لهجتها أننا سنوقع عليه العقاب الشديد. لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم او استخلاص حق مهضوم. ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد!". بهذه الروح، وبهذه القيادة، كان رحمه الله يسوس شعبه الذي بادله حباً بحب، واخلاصاً باخلاص ليأتي من بعده أبناؤه، ويسيروا على نهجه اخلاصاً لشعبهم، وحدباً عليه.. لا يلفتهم عنهم لافت. واليوم يأتي سلمان على ذلك النهج، وعلى ذلك المسير النير الخير.. المعطاء حاملاً مشعل النور في كفه الأيمن، وفي كفه الآخر معول الهدم لكل ما هو غير حق، ولكل مصادر الظلام. إن شعباً يعيش في ظل هذه القيادة لجدير أن يصل الى أرقى مستويات السؤدد والبهاء. إن ما رسخه الملك عبدالعزيز رحمه الله هو المبدأ الذي سار ويسير عليه أبناؤه من بعده. إنه سلمان ابن ذلك الأشم. إنه ابن عبدالعزيز وكفى علي محمد الحسون