الظلم هو صفة من اسوأ الصفات وهو ان الانسان القوي يظلم الانسان الضعيف الذي لا حول له ولا قدرة له من امره الا بالله العظيم وذلك اما بقتله واستباحة دمه او بتعذيبه او بأكل ماله بالباطل او الاستيلاء على ممتلكاته او بالحاق الاذى به وبعرضه او بالإساءة اليه والاضرار به والظالم فانه قد لا ينجو من عقاب الله له اما ان يعجل له العقوبة في الدنيا او يؤخرها له في الآخرة والظلم هو خلاف العدل. والظالمون والظلمة قد ذكر عن ظلمهم في القرآن الكريم لبعض من الأمم فيما مضى من الازمنة والعصور السابقة ومنهم فرعون الظالم الذي كان قد طغى وبغى وتكبر وتمادى في طغيانه فعاقبه الله بان اغرقه هو وجنوده في البحر وكذلك عاقب الله الظلمة ممن هم كانوا من امثاله وعاجلهم الله بالعقوبة في الدنيا وسيذيقهم في الآخرة اشد العذاب. وفي هذا العصر ظهر بعض من الظلمة الذين يستبيحون دماء المسلمين بالقتل بالرصاص وبالمتفجرات والعبوات الناسفة فلابد لهؤلاء الظلمة من يوم ان تنالهم العقوبة من الله لسوء افعالهم الظالمة لان الله عز وجل قد توعد الظالمين بالعقاب كان ذلك عاجلا او اجلا وانه يملي للظالم ويمهل ولا يهمل وان اخذه اخذ عزيز مقتدر ولقد ورد في القرآن الكريم عن الظلمة والظالمين كثير من الآيات في بعض السور ومن ذلك ما جاء في الآية 10 من سورة النساء قوله تبارك وتعالى (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وفي الآية 45 من سورة المائدة قال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون). وفي الآية 42 من سورة ابراهيم قول الله جل وعلا ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) وفي الآية 27 من سورة الفرقان قول الله تبارك وتعالى (ويوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً) وفي الآية 227 من سورة الشعراء قول الله جل وعلا (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلون) وفي الآية 57 من سورة الروم قال الله عز وجل (فيومئذ لا ينفع اللذين ظلموا معذرتهم ولاهم يستعتبون) وفي الآية 24 من سورة الزمر قول الله سبحانه وتعالى (افمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون) وفي الآية 42 من سورة الشورى قول الله تبارك وتعالى (انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض غير الحق اولئك لهم عذاب اليم) وفي الآية 47 سورة الطور قول الله عز وجل (وان ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون) وهذه الآيات الواردة آنفاً هي بعض ما جاء ذكرها في القرآن الكريم عن الظلم والذين يظلمون. ومن الاحاديث الواردة عن الظلم، فمن حديث عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث قدسي جاء فيه (يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالمون), ايضا من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (اتق المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب) كذلك فقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة) ومن حديث ورد ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه (أن الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته) وقول آخر (اتقوا دعوة المظلوم فانها تحمل فوق الغمام يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين). ومما قيل من امثال العرب عن الظلم (أظلم من ورل) وهو شبيه بالضب فيقال انه يأتي الى الحية فيناقشها ثم يأكلها والحية وصفت بالظلم ولكن من يظلمها وهو الورل وكذلك القنفذ الذي يقتلها وقيل (أظلم من الذنب) حيث انه يفترس المجموعة من الاغنام وقيل (أظلم من التمساح) لانه يقتل الانسان والحيوان ثم يلتهم فريسىته .. وقيل (الظلم مرتعه وخيم). ومما قيل من الشعر في الظلم قول للامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقد قال : لا تظلمن اذا ما كنت مقتدراً فالظلم مرتعه الى الندم تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم وقال المتنبي: والظلم من شيم النفوس فان تجد ذا عفة فلعله لا يظلم وقال المعري: والظلم يمهل بعض من يسعى له ومحل نقمته بنفس الظالم وقال ابن الوردي: اياك من عسف الانام وظلمهم واحذر من الدعوات في الأسحار وقال احد الشعراء : وتجنب الظلم الذي هلكت به أمم تود أنها لم تظلم وقال شاعر: وما من يد الا الله فوقها ولا ظالم الا سيبلى بأظلم وهذا ما أردت ان اذكره عن مساوئ الظلم والامل بالله ان يرفع الظلم عن المظلومين ويقتص من الظالمين لانه لو يعلم الذين يظلمون الناس ما هم ملاقون من العقوبة قبل الموت وبعده لتجنبوا الوقوع في الظلم وعواقبه السيئة.