هل انتهى حقا عصر الفرسان ؟ أين هو روميو الذي تجرع السم لأجل عيني جولييت..ستقولون أساطير الأولين ! لكن ماذا حل بعنترة العبسي الذي خاض غمار الموت غير مرة فقط ليبتسم له ثغر محبوبته عبلة..و من المسؤول عن اختفاء جميل بثينة الذي قضى عمره يحيك أشعار الحب و الغزل لأنثى لا يلين قلبها أبدا، و مجنون ليلى الذي فقد عقله بسبب تمنع حبيبته..و كثيرون ممن قضوا نحبهم في مبارزات العشق و نزالات الوله حتى الموت، ناهيك عن ملوك وأباطره تخلوا عن الحكم من أجل حبهم لامرأه ساوت بنظرهم كل الكنوز . ماذا بقي من كل هؤلاء؟. رجل يترك فتاة أحلامه لغلاء المهر المطلوب من أبيها كما تخبرنا دراسات الزواج..أم آخر يطلق رفيقة عمره التى قد حلم أن يكون بقربها سنين من أجل وجبة عشاء سيئة المذاق..و ثالث يهجرها لأجل شقراء غربية أو عربيه لا فرق ولكنها تجيد ثلاث لغات في المكر والدهاء. ما بال الرجال يذهبون فلا يعودون؟! وما بال النساء تحولن إلى معزَيات لصديقاتهن فى حبهن المفقود؟ كذب بلا حدود..نهم ...ازدواجية ورياء...خيانة و هجر. و تحقير..استهتار ..رجولة كاذبة و فارغة...مبادئ مهترئة و مخترقة..قيم متغيرة و هشة، اتهامات متبادلة ...... وقلوب محطمة هؤلاء هم للأسف فرسان هذا الزمان..فلم يعد أحد يأتي على جواد أبيض بقبعة أنيقة و سيف مصقول ليقول لها أنت أو لا أحد غيرك، لا أحد يقول لجولييت اليوم إن متِ سأموت من بعدك، ثم بعد هذا كله يستغربون لماذا تحتل المرأة العربية والسعودية مركز الصدارة في كونها الأكثر جلوسا أمام مسلسلات الحب و أفلام الخيال؟. تتابع من غير ملل دي كابريو يغرق في التايتنك من أجل روز..و تستمتع ببراد بيت عائدا من حرب ضروس يقتله الشوق لها، اما اصرار كلارك غيبل على استمالة حب فيفيان لى يذهب مع الريح مازالت تراه وهى تتنهد عشرات المرات، كل ذلك بينما يقرع عليها الباب زوج لديه جوال بجيبه والآخر ينتظره بحقيبة السياره، او آخر ينتظر كلمة او مبرر ليفارقها بمعروف أو بإحسان. ألهذه الدرجه اصبحت عبلة اليوم ممله ولا تستحق حق المعاناة؟، أم أن العروض أمام عنترة أصبحت تساوى عشرات العبلات؟ أم أن قلب الفارس قد مات ولم يبق منه سوى ذكراه ؟ ختاما – خدعوك أيتها الحواء حين قالوا إنك السبب فى تنصل الفارس عن فروسيته، فالفارس لا يستغنى عن فروسيته لأنها جزء منه بل هى كله بدون استثناء، وهى قلب كبير وفي وشجاع، قلب يحتوي الأخطاء ليرشدك إلى جادة الطريق فتتبعيه طوال العمر دون خوف وتعثر الأيام، فإن حصل وقابلت أحدهم فلا شك هذه دعوة أمك لك بإحدى ليالى القدر.