الحب عاطفة نبيلة لا تعرف صغيراً أو كبيراً، غنياً أو فقيراً، له سحره الخاص الذي لا شأن لساحرة أو عرافة فيه ، لا يستأذن عندما يزور قلوبنا أو يخرج منها ، و لا يقبل كذلك القسمة على اكثر من اثنين ، فهو ديكتاتوري ومستبد و غير ديموقراطي كما قال عنه الأديب والكاتب المصري مصطفى محمود :"الحب ببساطه منتهى الحرية ، الحب عاطفة غير ديموقراطية". وعلى مر العصور سطر التاريخ قصصاً خالدة في الحب توارثتها الأجيال ، وقرأت عنها وسمعتها أُذن المُحبين في كل مكان ، مثل "روميو و جوليت ، وقيس وليلى" و حتماً لن يسفعني العامود لتسطير و ذكر اسماء العشاق في العالم و سرد قصص غرامياتهم. غير اني حاولت جاهدة تفكيك طلاسم الحب ، والقراءة عليه والنفث فيه علي استطيع استخراج مارده لأسأله عن ذلك السر العظيم الذي يحول البني آدم الحي لميت في (دباديب) الغرام ،و يحول البني آدم الميت في (سراديب) الظلام لحي ! و لأني انثى ارسم على وجه الزمان ابتسامه ، و أحمل وسط أضلعي قلباً صحيحاً (بدون أسهم) تخترق نصفه و تنزف الدماء من تحته ! أُناصح كالفضلاء كل المُحبين بأن يحافظوا على طهارة و قداسة الحب ، وأن لا يشوهوه بطريقةٍ أو بأخرى ، و يحسنوا الاختيار و أقصد به عدم الانجراف وراء علاقة و عاطفة عقيمة بابها مسدود ! ففي منظومة الحب مراتب ومصطلحات كثيره تختلف في درجتها والفرق بينهم في مدى السيطرة على القلب و العقل الذي يصعب على العاشق المتيم السيطرة على كليهما كالعشق والهوى والغرام والهيام ، و يا لجبروت تلك العاطفة التي تشعل النور في غيهب الظلمات ، و تبدد المخاوف في أقسى العقبات ، وتمنح الفرد منا شعوراً رائعاً لا يمكن وصفه أو تخيله أو شرحه ، فقط لأن لتلك العاطفة الجبارة ديدن لا يشبه العواطف أو الأحاسيس الاخرى. فلنحيا بالحب فهو غذاء متكامل للنفس و الروح ، و هو الذي يجمل حياتنا ويعطيها ألف معنى ومعنى ، و يمنحنا الأمل و يجعل لحياتنا قيمة. والحمد لله اني لست انتمي لهولاء القوم الذين "اذا احبوا ماتوا" ، أنا أنتمي للآخرين الذين اذا احبوا "جُنوا" وفقدوا صوابهم ووقارهم و عاشوا ليمنحوا الحب والعطاء. كتبت هذا المقال و أنا عالقة و مُتجلية في سماء الهيام ، صديقاتي كن بجانبي و سألنني : أين وصلت يا ريهام ؟ فالتفت نحوهن و قلت : يلعن ابو ( سَنسفيل الغرام ). @rzamka Reham zamkah