ايران وطموحاتها الاقليمية كانت وستظل مصدر جذب لكل ما يحدث في اليمن والانقلاب على الشرعية لدولة اليمن محاولة اعادة رسم خرائط النفوذ الايراني وبالتالي فرض مصطلح هلال النفوذ الايراني بقوة بوجه عام وفي اليمن بالذات. فمنذ سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في يد جماعة "الحوثيين" المدعومين من ايران ثارت العديد من الاسئلة المتعلقة بالدور الايراني في منطقة الشرق الاوسط بوجه عام وفي اليمن بوجه خاص وماهية الاستراتيجية الايرانية الاقليمية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي بعد تلك الخطوات ذات الاثر الاستراتيجي الخطير على المنطقة والعالم. لذلك طالب رئيس اليمن الشرعي الاستعانة باستخدام القوة ضد الانقلاب الحوثي . لذلك جاء قرار الملك سلمان باطلاق عاصفة الحزم، لتأمين الأمن القومي السعودي الخاص. الرد السعودي والخليجي السريع والحاسم على المذابح التي يرتكبها الحوثيون ضد الشعب اليمني جاء موفقا ليؤكد ان قرار الملك سلمان نابع من ارادة دول الخليج لحماية أمنها ، وذلك قدر وقوع جماعة حوثية ارهابية على الحدود السعودية على ايدي البربرية الجديدة والتنظيم الحوثي الارهابي. رغم وصف بعض المتآمرين على المملكة وامنها واستقرار دول الخليج باستخدام عاصفة الحزم بانه تدخل في شؤون اليمن وانه عدوان، وتناسوا ان ام القانون الدولي يتيح للمملكة ومعها دول مجلس التعاون يتيح لها حق الدفاع عن النفس فاستخدام "عاصفة الحزم" ، فعل مشروع في القانون الدولي تلجأ اليه الدول المتضررة من فعل غير مشروع يقع عند قيام دولة بانتهاك قاعدة من القواعد الدولية تلحق ضرراً بالدولة لاحقاً باستخدام القوة رداً على الضرر الذي وقع على حدودها وفي الحالة اليمنية لا يمكن لاحد الجزم بان حكومة "هادي" التي قلم اظافرها مجلس الامن. لقد كشف ميثاق الاممالمتحدة عن الممارسات العرقية للدول منذ قرون مضت فيما يتعلق بالدفاع عن النفس جمعت نصف المادة (51) من ميثاق الاممالمتحدة ليس هذا الميثاق ما يضعف او ينقص من الحق الطبيعي للدول فرادى او جماعات في الدفاع عن نفسها اذا أغرت قوة مسلحة على دولة عضو بالأمم المتحدة.. ان كلمة الحق الطبيعي التي وردت في معرض بيان حالة الدفاع عن النفس تؤكد ذلك الحق الطبيعي للدول في الدفاع الشرعي الذي كان سائداً في القانون الدولي حيث لم تستحدث المادة حكماً جديداً وهذا يعني ان نص المادة (51) جاء ليقرر حقاً قديماً موجودا منذ الازل ومعمولا به فضلا عن انه موجود مضموناً في كل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وغني عن البيان ان المبدأ العام لحظر استخدام القوة المسلحة في العلاقات الدولية لا يرد عليه استثناء الا في حالة الدفاع الشرعي الفردي والجماعي وان تقييد اللجوء الى هذه الحالة لا يعوزها اذن مسبق من مجلس الامن او من اية دولة كبرت او صغرت هذه الدولة. لذلك ولصد الافعال العدوانية للارهاب الحوثي على دولة اليمن كان لابد ان تقوم المملكة ومعها دول مجلس التعاون الخليجي باستهداف والقضاء على العناصر الحوثية الارهابية التي تتخذ من الاراضي اليمنية للهجوم على المملكة. ان التاريخ الحديث يزخر بالأمثلة للتدليل على "حق" الدفاع عن النفس في القانون الدولي حيث اكدت روسيا الاتحادية في عام 2002 وعام 2004 على حقها افي الرد على الجماعات الارهابية خارج اقليمها بل قامت في عام 2007 بقصف معاقل الشيشان في دولة جورجيا. ان اطلاق الملك سلمان "لعاصفة الحزم" انها لا تنطلق وحسب على النطاق الجغرافي الذييجابه فيه التنظيم الحوثي الارهابي في اليمن. لذلك فان المملكة اقوى من مؤمرات ايران واتباعها الحوثيين .. وهذا معنى ان تدرك ايران وعملاؤها معناه ومغزاه ولاشك في انه لم يعد خافياً على احد ان الارهاب الحوثي الايراني اصبح يستهدف اعمدة دول مجلس التعاون وليس مجرد مثل يمني برئ هنا او هناك، ان ما يهدف اليه الارهاب الحوثي المدعوم من قبل ايران يريد اسقاط اعمدة الامن والاستقرار الخليجي. المملكة وراءها دول كثيرة تحارب الارهاب وكان وعي الخليجيين وحبهم لأوطانهم دائما هو الصخرة التي تتحطم عليها مطامع الحوثيين بدعم ايران. خلاصة القول ان عاصفة الحزم تعكس الشراكة مع المملكة ودول مجلس التعاون بانها شراكة متبادلة مما يعكس توازن القوة في هذه الشراكة في ظل تبادل العلاقات والتحالفات داخل العالم العربي كما ان هذا التوافق لا يعني بالضرورة التطابق سواء في المصالح او الادوار وانما يكفي التطابق في المصالح الحيوية والادوار والاستراتيجية. ان هذا القول وفي ظل ما يحدث في اليمن يؤكد ان استراتيجية عربية لمكافحة الارهاب مؤكدة يجب ان تتبناها القمة العربية وهي خطوة في غاية الاهمية لندرك ان الارهاب اكبر من ان تواجهه بصورة منفردة او الامتناع عن المشاركة تحسباً لأعمال انتقامية، فالتجارب الدولية اوضح انه لا يوجد مكان امن من هذه الظاهرة المدمرة مثل ما يحدث في اليمن وما لم تتكاتف الدول وبقوة فان الارهاب سيظل يضرب مرارا وتكرارا ومهددا استقرار وامن الدول.