لا يفعلها إلا "سلمان"، ملك الحزم والحسم، القادر على الردع، وعلى مواجهة الأطماع الإيرانية (الفارسية) في المنطقة العربية بشكل عام، والخليج بشكل خاص. هكذا، كان لسان حال السعوديين والأشقاء اليمنيين معا، وهم يتلقون نبأ قرار الملك الشجاع بإعلان الحرب على الحوثيين، واستعادة اليمن من قبضة أنصار النظام الإيراني "الملالي"، الذي يستهدف دائما زعزعة استقرار منطقة الخليج، لفرض هيمنته الإقليمية، وزرع الفتنة الطائفية في جسد الوطن العربي "العليل". فعلها خادم الحرمين الشريفين، وهو يعلم جيدا الأبعاد القانونية، والسياسية، والعسكرية للعملية العسكرية، التي حظيت بتأييد عربي، ودعم دولي على المستويين الشعبي والرسمي. وتكمن قوة وأهمية عاصفة الحزم في توقيتها، فقد كان اليمن بأكمله، شماله وجنوبه، قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، والسقوط في براثن الحوثيين، المدعومين من قبل إيران، ومن قوات علي عبد الله صالح، الذي قرر التحالف مع الشيطان، متناسيا ما قدمته له المملكة، وموقفها الإنساني معه، عقب سقوطه، وانهيار نظامه إبان الثورة اليمنية، معتقدًا أنه سيعود يوما لحكم اليمن بعد أن أفقر وأضاع شعبه سنوات طوال، متخيلا أن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء. قرأ خادم الحرمين الشريفين خارطة الأطماع جيدا، وضع يده على مكمن الخطر، والداء، وكان القرار الاستجابة السريعة لنداء الأشقاء في اليمن، وصد العدوان المجوسي على جيران تربطنا بهم صلة الدم واللغة والمصير الواحد المشترك، وانطلق نسور "سلمان" البواسل، يدكون مواقع الحوثيين دكا، مما أفقد قيادتهم القدرة على التوغل، بعد أن كانوا على بعد كيلومترات قليلة من إخضاع عدن لسيطرتهم. وقرار عاصفة الحزم، لم يأتِ من فراغ، فهو قرار حكيم ومدروس، وهدفه نبيل، فالمملكة العربية السعودية يعتمد منهجها على السلم، وإنهاء الأزمات والمشاكل بالطرق الدبلوماسية، وارتهانا لمبدأ الحوار والمفاوضات التي تراعي المصلحة العامة لشعوب المنطقة، ولا تضر بالمصالح السعودية وأمنها القومي. ولكن بسبب رعونة المتمردين الحوثيين، وانقلابهم على الشرعية، وعلى الرئيس المنتخب عبد ربه هادي منصور، كان لا بد من التدخل، لنصرة الدين ووقاية الوطن من شرور المتربصين به على الحدود. وردا على الذين يتشدقون بأن عاصفة الحزم تعتبر تدخلا في الشئون اليمنية، نقول لهؤلاء: كفاكم كذبا وافتراء على المملكة وعلى تحالف ردع الحوثيين، فالعملية العسكرية قانونية مائة في المائة، وتأتي تطبيقًا لمعاهدة الدفاع المشترك لجامعة الدول العربية، فقد جاءت بناء على طلب رسمي من الرئيس هادي، الذي ناشد المجتمع الدولي والعربي وقف التمدد الحوثي، مستندًا في ذلك إلى الشرعية الدولية الممثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي خاصة القرار رقم (2140) لعام 2014 الذي وضع اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، التي تطالب الحوثيين بالانسحاب. وبما أن جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي هم أعضاء في الأممالمتحدة وفي جامعة الدول العربية، فقد نصت المادة الثانية من معاهدة الدفاع المشترك على أن الدول المتعاقدة تعتبر كل اعتداء مسلح علي أي دولة أو أكثر منها أو علي قواتها اعتداء عليها جميعا، ولذلك فإنها عملا بحق الدفاع الشرعي – الفردي والجماعي – عن كيانها، تلتزم بأن تبادر إلى معونة الدولة أو الدول المعتدي عليها، وبأن تتخذ على الفور منفردة ومجتمعة جميع التدابير وتستخدم جميع ما لديها من وسائل، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة. نجحت "عاصفة الحزم"، وعزلت موانئ ومطارات اليمن عن التوغل الحوثي، وقطعت جميع خطوط الإمداد بين المتمردين وإيران، ونجح سلمان الملك القائد والسياسي المحنك، والعسكري الخبير في إنقاذ اليمن والمنطقة (رغم خبث الأعداء) من ذلك المشهد العبثي الإيراني، الذي إذا استمر كان سيعرض المنطقة برمتها لكوارث لا تحمد عقباها.. وإذا كانت عاصفة الحزم تعكس بجلاء مدى حزم قيادة المملكة في الأمور التي تتعلق بأمن الوطن، تبقى غيرة الملك سلمان على دينه وحرصه على مصالح الأمتين العربية والإسلامية، درسًا وهدفًا أساسيًّا، استوعبه الجميع، ونأمل في قمة العرب المعقودة حاليا في شرم الشيخ، أن تدعم هذه العاصفة (النبيلة) بقرارات جريئة وشجاعة، تمكن اليمنيون من استرداد وطنهم المسلوب. رابط الخبر بصحيفة الوئام: "سلمان" ملك الحزم قادر على الردع