الانتخابات العامة في السودان ظلت (المحرض والدافع) الرئيسي لخسارة الخصوم السياسيين لبعضهم البعض بصورة ربما تكون نهائية في الساحة السياسية. وظلت هذه العملية السياسية الكبيرة ترمي بظلالٍ تُعدّ سالبة في كثير من الأحيان، مثل اشتعال الصراع (الملتهب) بين القوى السياسية، إضافة إلى الهجوم غير المبرر أو غير الموضوعي بين السياسيين والأحزاب، لتمتد الخسارة من مؤقتة إلى دائمة، وتظل إفرازات العملية الانتخابية باقية في نفوس العديدين وتستمر إلى ما بعد العملية الانتخابية بغض النظر عن نتائجها.. ليبقى التساؤل حول إمكانية الحد من حدة الانفعال الانتخابي بين الخصوم سواء أكانوا سياسيين أم مقترعين سياسيين أو مواطنين، أم أن الانفعال أمر لا يمكن السيطرة عليه بطبيعة الحال، خاصة أن بعض المراقبين يرون أن المواطن العادي يتحول أثناء هذه العملية السياسية إلى شخصية سياسية بطريقة غير مباشرة..؟؟الانفعال الانتخابي وحدة الصراع يراه بعض المراقبين أمراً طبيعياً ونتاجاً للعملية الانتخابية التي ربما تتسم بسمة العدائية الانتخابية، هذا ما يراه خبير علم الاجتماع السياسي د. "عبد الرحيم بلال" الذي قال ل(المجهر) أمس، إن مثل هذه الممارسات التي تنتشر في المجتمع أثناء الانتخابات هي نتيجة طبيعية خاصة في ظل تصاعد الخطاب السياسي للسياسيين والأحزاب وارتفاع حدة الخلاف كلما اقتربت الانتخابات وخلالها، لافتاً إلى أنها في بعض الأحيان تمتد إلى ما بعد العملية الانتخابية. وأضاف "بلال" إن المصيبة في السودان هي أن الانتخابات غير قائمة على البرامج الانتخابية وذلك يساعد على حدة الخلاف والنقد الموجه للشخصيات وليس البرامج. هذا، ويمضي بعض المراقبين إلى أن الانتخابات دائماً ما تزيد من درجة التوتر السياسي بين الخصوم السياسيين، حتى المواطنين الذين يتحولون إلى شخصيات سياسية تمارس العملية الانتخابية من ناحية الحشد السياسي والاصطفاء لجهة ما.